عشرات الفرق الموسيقية، والمئات من عشاق فن المديح والسماع اجتمعوا في ساحة الرصيف في مدينة فاس العتيقة في انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان «المديح والسماع»، الذي تزامن هذه السنة مع الاحتفال بموسم إدريس الأكبر، مؤسس الدولة المغربية. وقت الأصيل انطلق الموكب من الساحة، منشداً مدائح نبوية، ترددت أصداؤها عالياً بين الدروب والأزقة الملتوية. واخترقت الحشود الممرات الضيقة قبل أن تحط الرحال في قلب المدينة القديمة، حيث ضريح مولاي إدريس الأزهر. حضرت إلى المهرجان المستمر على مدى أسبوع عشرات من الأسماء والفرق المختصة في الإنشاد الديني والمدائح النبوية والغناء من مختلف مناطق المغرب، بينما شد العشرات من الأجانب، حتى ممن لا علاقة لهم لغوياً وثقافياً بالإسلام، الرحال إلى مدينة فاس للاستمتاع بفقراته. وافتتحت فرقة «البوسيري» الفاسية للإنشاد الديني الفعاليات فلقيت تجاوب الحاضرين الذي أموّّا المكان وجلسوا القرفصاء. قبل الحفلة، كان سكان العاصمة الروحية للمغرب والشرفاء الأدارسة، وهم المتحدرون من إدريس الأزهر مؤسس أول دولة مغربية عام 192 للهجرة ، على موعد مع طقس «خياطة» في موكب كبير ترافقه الأضاحي والأهازيج المختلفة. وخياطة كسوة الضريح تقليد سنوي يجدد فيه الشرفاء الأدارسة كسوة الضريح، ويشارك فيها صناع تقليديون من فاس، فيما تتكفل الصانعات التقليديات بالنسيج والحياكة والتطريز. وتعتبر هذه الاحتفالات استمراراً لجملة من المهرجانات والمواعيد الثقافية والتراثية التي دأبت على تنظيمها مدينة فاس على امتداد السنة. من بينها مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة ومهرجان فاس للثقافة الصوفية ومهرجان فن الملحون ومهرجان الموسيقى الأندلسية وموسم مولاي أحمد التيجاني ومواسم أخرى كثيرة...