وصف رئيس مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم ( وايز) الشيخ الدكتور عبدالله بن علي آل ثاني المؤتمر في دورته الجديدة بأنه «مهم جداً»، ونوّه بجهود رئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر التي قال إنها « ترعى التعليم في قطر والمنطقة»، معلناً أنها «ستطلق أفكارا ومبادرات» خلال انعقاد المؤتمر. ولفت الشيخ عبدالله الذي يتولى أيضاً مسؤوليات نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومنصب رئيس جامعة حمد بن خليفة في حديث الى « الحياة» الى أن «ست جوائز ستقدم أثناء المؤتمر وأنه جرى اختيارها من بين 400 مشروع»، وقال إن «الجائزة الكبرى ستعلن في اول أيام المؤتمر» وتؤشر الى دعم الشيخة موزا للتعليم. وقال إن أكثر من ألف شخصية ستشارك في المؤتمر، نافياً ان يكون هناك تركيز على الخبرات الأجنبية. وأكد أنه تم توجيه دعوات الى مختلف انحاء العالم العربي، وقال انه سيتم توزيع كتاب عن اعادة الناس الى العمل ومواجهة مشكلة البطالة في العالم العربي، داعياً الى «استقلالية التعليم وتنوعه واحترام المعلم ودعمه واعلاء شأنه ومكانته»، وهنا نص الحوار: كيف تنظر الى أهمية مؤتمر «وايز» في دورته الجديدة؟ - المؤتمر العالمي للتعليم والابتكار مهم جداً بالنسبة الينا، وهو يكبر سنة بعد أخرى، وكل هذا بفضل رعاية رئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي ترعى التعليم في قطر والمنطقة، وهي تسعى الى اتخاذ خطوات أكبر لانقاذ التعليم حول العالم وارجاع الطلاب الى المدارس. ورسالتي الى هذا المؤتمر اننا نريد تعاوناً أكبر في سبيل التغيير الى الافضل، والتعاون من أجل تحقيق تعليم أفضل. مع من تتعاونون من أجل تغيير أفضل للتعليم، والى من يوجه هذا المسعى؟ - التغيير الافضل يعني ان هناك انفتاحاً على التعليم، وأن يحصل جميع المحتاجين على تعليم يتمتع بجودة عالية في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في الوطن العربي، وللأسف هناك تعليم في مناطق معينة، وهناك تعليم أقل في مناطق أخرى، كما أن هناك تعليماً توقف بسبب عوامل اخرى مثل الكوراث الطبيعية أو غيرها. نحن نسعى الى أن نتعاون جميعا، وأن نتخذ قرارات سياسية، سواء في مجال التعليم أم مجالات أخرى، كي يصل التعليم الى أي انسان في الوطن العربي. من هم الأطراف المعنيون بتلك العملية؟ - هم أصحاب القرار في كل المجالات، ويشمل ذلك مجالات التعليم والقرار السياسي، والاجتماعي، ولهذا فان النوعية التي ندعوها الى حضور «وايز» تتضمن جميع تلك الشرائح والمجالات. هل تمنحون الاولوية في جهودكم لقطر ام للخليج أم للمنطقة؟ - نحن نقول دوماً في مؤتمر «وايز» أننا عبارة عن ملتقى ومكان يستقطب شرائح مختلفة من العالم في مجالات التعليم ومجالات أخرى، ونفتح لها المجال لتعزز خلال أيام المؤتمر الثلاثة علاقاتها، وتتبادل الآراء والافكار وإيجاد شراكات نحو الأفضل. يهمنا كثيراً أن يشهد المؤتمر تمثيلاً كبيراً من دولة قطر والمنطقة والوطن العربي، وفي الوقت نفسه يهمنا ان تكون هناك مشاركات من بلدان تمثل مناطق العالم كافة، ونحرص على هذا التوازن، والتفاعل بين المشاركين، مع وجود اندفاع من الأشخاص وعبر الاحتكاك مع بعضهم بعضا، يسفر دائما عن نتائج ايجابية. ما هو عدد المشاركين في المؤتمر؟ - نحن نحرص على أن يكون العدد حوالى ألف مشارك، لكننا نتوقع ان يزداد العدد عن ذلك قليلا في هذا المؤتمر، وسيشارك اكثر من مئة اعلامي لتغطية المؤتمر، وهناك نقل مباشر لوقائع المؤتمر، ما يتيح لكل الناس متابعة جلساته والمشاركة من بعد من خارج قاعة المؤتمر. ونحرص كذلك على المشاركة الفعالة، وليس مجرد الحضور، ومثلما سيحضر الف مشارك افتتاح المؤتمر، فإنهم سيشاركون أيضا في جلساته والجلسة الختامية، هذا أمر مهم بالنسبة الينا. كيف تختارون المشاركين؟ - اختيارنا يقوم دوماً على معيار مدى استفادتنا منهم في النقاش. ما هي ميادين الاختصاصات التي يمثلها المشاركون في المؤتمر؟ - نحرص أن يكونوا من قطاعات مختلفة، وأكثرها يركز على التعليم بمراحله وأشكاله المختلفة، ويشمل ذلك تعليم ذوي الحاجات الخاصة، والتعليم الالكتروني، اضافة الى المجالات السياسية، وأعني أصحاب القرار وكيف يؤثرون في التعليم، كما نحرص على مشاركة شخصيات تعمل في مجال الفن، وقد افتتحت قبل قليل معرضاً فنياً أقيم على كورنيش الدوحة يتيح للناس فرص مشاهدة كيف يصل الفن كلغة عالمية الى جميع الناس. يوجد فنانون ومبدعون، كما يوجد أصحاب قرار سياسي. وفي اليوم الثاني للمؤتمر الذي يشهد توزيع الجوائز ستقام حفلة غنائية كما نفعل في كل عام، حتى لا يكون المؤتمر مملاً ولإبراز دور الفن. وأشير الى أن المعرض الفني الذي اقمناه على الكورنيش سيستمر لمدة شهر، ونظمناه بالتعاون مع الجامعات، كما أقمنا ورش عمل وأحضرنا طلاباً للتعرف الى مشاكل التعليم في الدول الأخرى. ماذا عن جوائز المؤتمر؟ - المؤتمر يقدم ست جوائز لستة مشاريع مقدمة من كل أنحاء العالم، والفائزون من دول عدة وبينها الدنمارك وكمبوديا وباراغواي وأميركا، وكان لدينا مشروع مهم في بنغلادش، وتقدم للمنافسة على الجوائز هذا العام نحو اربعمئة مشروع، وواجهت لجنة التحكيم صعوبة في اختيار ست فائزين من 400 مشروع. نركز في اختيارنا للمشاريع على مدى إمكان تنفيذ المشروع في مناطق أخرى من العالم، وإذا حقق انجازات جيدة في تحسين التعليم وتوافرت فيه سمات الاستمرارية، كل هذه معايير ومقاييس تنظر فيها لجنة التحكيم. هل تقومون بعملية تقويم عقب «وايز»، وتخضعون النتائج لدراسات؟ - نجري دراسات داخلية، ونطمح الى درسات أكبر من ذلك، وطبعاً يصعب قياس التغيير الذي يحصل في التعليم بشكل دقيق، لكننا نرصد الاقبال على «وايز» من ناحية الحضور والمشاركة من خلال ما يصلنا عبر الموقع الالكتروني. أيضا نتابع برنامجاً ننفذه مرة في العام في أيلول (سبتمبر) حول تدريب قادة الجامعات ونراقب مدى التحسن الذي شهدته جامعاتهم بعد عودتهم اليها، هذه أشياء نتابعها عن قرب وهناك كتاب أصدرناه العام الماضي يدرس حالياً في جامعة في كاليفورنيا. ما الجديد في مؤتمر هذا العام؟ - الجديد بالنسبة الي أن شخصيات بارزة ستشارك في المؤتمر، ولصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر اهتمام كبير بأن تطلق أفكارها ومبادراتها خلال فترة انعقاد المؤتمر، ونتوقع أن يكون لسموها نشاط كبير أثناء المؤتمر واطلاق معلومات في اليوم الثاني. هناك من يرى أنكم تركزون على الخبرات الأجنبية أكثر من العربية؟ - هذا غير صحيح نهائياً، هذا مؤتمر قمة عالمي، وليس مؤتمراً عربياً او قطرياً، وتوزيع الحضور لا بد من أن يتم بنسبة وتناسب، ونحن نوجه دعوات الى كل أنحاء العالم العربي، دعونا وزراء التعليم والتعليم العالي، ودعونا رؤساء جامعات عربية كثيرة، وهناك مشاركون من قطر ومن الوطن العربي. كذلك شارك بعض الطلاب العرب في مشروع التدريب القيادي للجامعات في أيلول الماضي، ونطمح الى مشاركة عربية أكبر، ونحن نحرص على أن تكون اللغتان العربية والانكليزية اللغتين الرئسيتين في المؤتمر، الى جانب لغات أخرى مع وجود ترجمة كي نصل الى أكبر عدد من الناس، علماً إن إحدى الجوائز منحت لمشروع مغربي العام الماضي. أشرت الى تدهور مستوى التعليم في العالم العربي. هل ترى أن التعليم في قطر باستثناء جامعات المدينة التعليمية يعاني من مشكلات؟ - لم أشر الى تدهور التعليم في الوطن العربي، انا أرى أن نبذل المزيد من الجهد للحصول على أعلى نوعية في التعليم وجودته، ونحن لسنا اقل من آخرين موجودين في انحاء العالم. ما المقصود في بذل المزيد من الجهد؟ - لا بد من اهتمام أكبر وتركيز أكثر على احترام المدرس وتأهيله حتى لا يكون معلماً اليوم ومديراً غداً، فالتدريس مهنة ذات اختصاص معين، ولا بد من أن نشجع على احترام المهنة بأعلى درجات الاحترام ونقدرها ويكون لها وضع اجتماعي في الوطن العربي بشكل عام، كي نوجد للمعلمين بيئة مناسبة للتدريس. هذا الموضوع مهم جداً بالنسبة الي، ومهم جداً أيضاً أن تكون هناك استقلالية وتنوع في التعليم، ولا بد من أن يكون هناك دعم مالي للتعليم، وهذه عوامل أساسية أتوقع أن يكون لها عائد طيب على التعليم على المدى الطويل. هل تعتقد ان مناخ ثورات الربيع العربي سيساهم في إثراء التعليم لأن تطوير التعليم لا ينفصل عن القرار السياسي؟ - طاقات الشباب العربي كبيرة، وهو قادر على التغيير مثلما صنع مبادرات تغيير في جوانب أخرى غير التعليم، وما حصل الآن أن الشباب العربي يطلب المزيد، ويحتاج المزيد، ويمكنه المنافسة عالميا في المجالات كافة، واعتقد أن التعليم هو السبيل المثالي والاساس ليطرح من خلاله الشباب قدراتهم نحو بناء المستقبل. تلعب مؤسسة قطر دوراً لافتاً في مجال التعليم، كيف تنظر الى ذلك؟ - مؤسسة قطر تهتم بالتعليم النوعي، وتدعم عملية تحسين التعليم خارج المدينة التعليمية بقيادة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وهي مهتمة بالتعليم في قطر بشكل عام. مؤسسة قطر جاءت كي لا تقوم باعادة تطبيق ما هو موجود خارجها، فاهتمت بالتعليم النوعي، وهو جاء عبر شراكات مع جامعات عالمية وعربية، وتضم المدينة التعليمية حاليا 8 جامعات، 6 من اميركا وواحدة من فرنسا وأخرى من بريطانيا، ونطمح الى تحقيق المزيد من الشراكات. أما المراكز البحثية الموجودة في المدينة التعليمية فتضم عدداً من العرب، وسمو الشيخة موزا لديها هدف أساس يكمن في اعادة العلماء العرب الموجودين خارج الوطن العربي، وأنا أرى الآن أثناء حديثنا الدكتور فاروق الباز، وقد عاد الى قطر، وهذا نجاج كبير لنا، ونحن سعداء به. هل من رسالة الى القطريين عن أهمية « وايز»، خصوصاً أن المؤتمر يعقد في قطر، وهناك من يتساءل عن جدوى انعقاده بالنسبة اليهم؟ - لا بد من مشاركة أكبر بقدر المستطاع، ونحن بجهودنا نحرص على التواصل مع اكبر عدد ممكن، ونريد منهم مشاركة فعالة والاستفادة من الخبرات الموجودة، حتى نطبق الأشياء التي نتعلمها في تحسين التعليم في مدارسنا القطرية. وكما قلت لك في البداية فالعملية التعليمية لا تقتصر على المعلمين فقط، ولا بد من ان نتكاتف كلنا لتحسين هذا القطاع. واعني الاعلاميين، وأصحاب القرار، والمعلمين، وأصحاب تراخيص المدارس (المستقلة)، والموظفين بشكل عام، ولا بد من أن يجتمع اصحاب الاختصاص في مجالات عدة لنحدد المشاكل ونعالجها للوصول الى ألأفضل. وأعتقد أننا اليوم بدأنا نرى نتائج الخطوات التي بدأت منذ 2004. هل تعتقد أن ذلك يحتاج الى تشريعات جديدة؟ - هذا متروك لأصحاب القرار، واذا كانت هناك عوائق تقف في طريق تحسين التعليم لا بد من أن نُغير، لكن أنا ليست لدي دراية كبيرة في التفاصيل في هذا المجال، وأعتقد اننا لو اولينا اهتماماً بالمدرس وأعلينا من مكانته الاجتماعية واهتممنا به من ناحية مالية وطورنا قدراته سيسير التعليم على الطريق الصحيح .