انتقد نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم التقرير الأخير للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القرار 1559، معتبراً أنه «يتحدث بطريقة تخدم إسرائيل». وقال في احتفال تأبيني امس: «هذا التقرير إسرائيلي الصياغة والأهداف، فهو يعتبر أن طائرة أيوب تشكل استفزازاً متهوراً من حزب الله، بينما لا يرى الاستفزاز ولا التهور من طلعات جوية يومية إسرائيلية، ولم ير أن إسرائيل ما زالت محتلة لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا». وأكد أن «حزب الله هو دعامة الاستقرار الأساسية». واستغرب قاسم «كيف أنه عندما يحصل تفجير في لبنان أو اغتيال يرتفع بعض الأصوات مباشرة لصرف النظر تماماً عن احتمال أن تكون إسرائيل»، سائلاً: «هل الاتهامات السياسية مسموحة للجميع إلاَّ لإسرائيل؟». وانتقد «أصحاب الاتهام السياسي الذين يوترون الأجواء» بأنهم «يؤدون خدمة مجانية لإسرائيل، ولا أعلم إذا كان بعضهم يأخذ التعليمات من إسرائيل وينسق من أجل أن يُلقي هذه التهم جزافاً كي يوتر الساحة الداخلية». ودعى إلى ترك «المجرى القضائي والأدلة الصحيحة لتثبت حقيقة الفاعلين». وعلق على مقاطعة «قوى 14 آذار» شؤون التشريع، معتبراً أن «هذه المقاطعة ليست معارضة، المعارضة لا تكون ممثلة بالحكومة، والمعارضة تنتقد وتحاسب، والمعارضة تدخل إلى المجلس النيابي فتطرح أسئلة وتحاول أن تكشف أمام الرأي العام خلل عمل الحكومة، لكن المقاطعة في المجلس النيابي يعني شل البلد». وسأل: «أليست الأعمال التي جرت بعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن كانت سبباً في إعطاء صورة عن أن البلد لا يصلح أن يستقبل السياح من الخارج، ولا يصلح أن يكون مستقراً ليأتي إليه المصطافون. هم يتحملون كل المسؤولية في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة كل العناء لتحافظ على استمراريتها وبقائها ومحاولة تقديم الخدمات للناس». الى ذلك، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض أن «دماء الشهداء وتضحياتهم ستبقى هي البوصلة والضمانات وليست تقارير بان كي مون المنحازة للعدو الإسرائيلي أو القرارات الدولية التي تدين الضحية وتبرئ الجاني»، مذكراً بأن «أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لا تزال محتلة من هذا العدو الذي ينتهك أيضاً سيادة بلدنا، وبلدة الغجر احتلت من الإسرائيليين، والقوات الدولية وعدت بمعالجة هذا الأمر»، سائلاً عما فعله بان كي مون «للضغط على إسرائيل ومعاقبتها بهدف استعادة هذه الأرض إلى السيادة اللبنانية وحماية هذه السيادة». ودعا فياض في احتفال بذكرى يوم الشهيد في الجنوب امس، الأمين العام للأمم المتحدة إلى «مواجهة الخروق والتعديات الإسرائيلية على لبنان بدلاً من التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا، وإلى الإقلاع عن المواقف المنحازة وغير البناءة التي تؤلب اللبنانيين على بعضهم بعضاً»، مشدداً على «أن حزب الله هو قوة لاستقرار لبنان في الداخل وللدفاع عنه في وجه العدو الخارجي، وأنه يتمسك بأولوية الاستقرار وضرورة معالجة الخلافات الداخلية من خلال الحوار وتنظيمها في إطار القواعد والأطر المؤسساتية والدستورية».