تعتبر السبحة أفضل هدية يقدمها الحجاج والمعتمرون لذويهم عند الفراغ من أداء الفريضة و العودة إلى الوطن الأم، لارتباطها بالمشاعر المقدسة، فضلاً عن أنهم يمارسون من خلالها عبادة التسبيح، لذا تجد سوقاً رائجة حول الحرمين الشريفين، فتنتشر المحال التي تبيعها، في تلك المواقع بكثافة. وتتفاوت أسعارها وفقاً لأنواعها فمنها من يبلغ ثمنه بضعة ريالات، وأخرى تقدر بآلاف،ووفقاً لبندر قحطان، الذي يتاجر في السبح بجوار الحرم المكي، فإن سوق السبح لايصاب بالكساد على الإطلاق، فهو منتعش طوال أيام السنة، ويزيد انتعاشاً في المواسم الدينية كرمضان والحج، مشيراً إلى أن أسعار السبح تتفاوت من ريالين إلى أربعة آلاف ريال، وتختلف رغبات الرجل نحوها، فالأفارقة (على حد قوله) يفضلون السبح ذات الأحجار الكريمة والطويلة المطعمة بالعاج، فيما الخليجيون يفضلون الكهرمان، أما العراقيون فدائماً ما يقع اختيارهم على سبح اليسر. وأوضح قحطان أن أهالي الحجاز يفضلون دائماً السبح المصنوعة من الكوك المنقوش عليها أسماء الله الحسنى، بينما يفضل أهالي نجد والقصيم سبح الكوك والكرهمان، وتحبذ النساء السبح المطعمة بالذهب. وأكد قحطان أن ثمة أنواعاً نادرة من السبح يطلبها البعض كالسبح المصنوعة من صدف السلحفاة، وسن الفيل والتي تصل قيمتها إلى أربعة آلاف ريال، مشيراً إلى أن أغلب أنواع السبح تصل من مصر، ما عدا سبح العاج التي تأتي من أدغال أفريقيا. ولفت قحطان إلى أن مبيعات السبح في المملكة العربية السعودية بلغت أكثر من 15 مليون سبحة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، موضحاً أن الطلب عليها يتزايد عاماً بعد آخر.