واشنطن، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب - في سابقة قد يؤدي تكرارها إلى تصعيد في الخليج، أكدت طهران أمس، إعلان واشنطن أن مقاتلتين إيرانيتين أطلقتا النار مطلع الشهر الجاري على طائرة استطلاع أميركية من دون طيار فوق الخليج. وأشارت إيران إلى أن «طائرة التجسس الأميركية» اخترقت أجواءها، مهددة ب «ردّ حازم على أي انتهاك» آخر. لكن الولاياتالمتحدة نفت ذلك، وأعلنت أنها أبلغت الإيرانيين مواصلتها تلك الطلعات. في غضون ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستعاود في طهران في 13 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني. وأشار ناطق باسم الوكالة إلى أن «الهدف يكمن في بلورة نهج مُنظّم لتسوية المسائل العالقة حول البرنامج» الإيراني . وقال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي: «حلّقت الأسبوع الماضي طائرة مجهولة فوق المياه الإيرانية في الخليج، لكنها اضطرت إلى الفرار، بفضل التصرّف المناسب والذكي والحاسم لقواتنا المسلحة». واعتبر أن «ذاك الحادث وحوادث سابقة، تؤكد أن إيران ترصد كل التحركات في المنطقة في شكل دقيق، وقادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، في الوقت المناسب». أما الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس الأركان الإيراني، فشدد على أن «المدافعين عن حياض إيران سيردون بحزم على أي انتهاك جوي وبري وبحري». وزاد: «ستتصدى قواتنا المسلحة لأي طائرة أجنبية تسوّل لها نفسها انتهاك أجوائنا». وذكر النائب البارز محمد صالح جوكار، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، أن «طائرة التجسس الأميركية استُهدِفت لانتهاكها أجواء إيران التي دخلتها لجمع معلومات»، معتبراً أن ذلك «يثبت استعداد إيران للدفاع عن نفسها ضد أي غزو». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أن مقاتلتين إيرانيتين من طراز «أس يو – 25 فروغفوت» روسيتي الصنع، «اعترضتا الطائرة من دون طيار وأطلقتا النار مرتين على الأقل، وتجاوزتاها مرتين»، لكنها نجحت في العودة بأمان إلى قاعدة عسكرية في مكان لم يُحدد في المنطقة. وقال الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل إن الطائرة، وهي من طراز «أم كيو-1 بريداتور»، كانت «تنفذ طلعة مراقبة روتينية» أول الشهر الجاري، فوق الخليج على مسافة 16 ميلاً بحرياً من إيران، أي خارج حدود مياهها الإقليمية التي تمتد حتى 12 ميلاً بحرياً. وأكد أن الطائرة الأميركية «لم تدخل المجال الجوي الإيراني»، مرجّحاً أن يكون الإيرانيون «أطلقوا النار لإسقاطها. ولكن يجب سؤالهم عن سبب قيامهم بذلك». وشدد ليتل على أن الحادث «يُعتبر سابقة، فهذه هي المرة الأولى التي تطلق طائرة إيرانية النار» على طائرة استطلاع أميركية. وأضاف: «أبلغت الولاياتالمتحدةالإيرانيين أننا سنواصل طلعات الاستطلاع فوق المياه الدولية للخليج، بموجب التزامنا القديم بأمن المنطقة. لدينا خيارات واسعة، تتراوح بين الديبلوماسية والعسكرية، لحماية قواتنا وعتادنا العسكري في المنطقة، وسنقوم بذلك عند الضرورة». واحتجت واشنطن رسمياً لدى طهران، عبر القنوات الديبلوماسية. في غضون ذلك، يسعى نواب أميركيون من الحزبين، إلى فرض عقوبات جديدة «شاملة» على إيران، تُعتبر سابقة وقد تمنعها من إنجاز أي تبادل تجاري مع غالبية الدول. وتستثني العقوبات المقترحة، المواد الغذائية والأدوية وسلعاً تساهم في الترويج للديموقراطية، لكنها قد تطرح مشكلة لإدارة الرئيس باراك أوباما، في ما يتصل بدول حليفة للولايات المتحدة، تقيم علاقات اقتصادية مع طهران. ورأى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن بلاده «تواجه اصطفافاً غربياً يُعتبر سابقة»، فيما دعا الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى تسوية الملف النووي «في إطار العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة».