يعاني نهر النيل وفروعه من انتشار ورد النيل والحشائش والطحالب الضارة والقواقع الناقلة دودةَ البلهارسيا وغيرها. قديماً، استخدم المصريون سموماً للقضاء على هذه القواقع، ما ألحق ضرراً بالنظام الحيوي وحياة الأسماك في النيل، وكذلك الحال بالنسبة إلى محاصيل الزراعة وصحة الإنسان. وفي بعض الدول، تسخّر سمكة ال «إستاكوزا» في القضاء على هذه القواقع كنوع من المقاومة البيولوجية. وحقّقت نجاحاً كبيراً فى الحد من انتشار ال «بلهارسيا»، لكنها تكاثرت في شكل أضرّ بالأنواع الأخرى من الأسماك. وثمة من يقترح استخدام الإوز والبطّ كي تحدّ من ال «إستاكوزا» والقواقع والطحالب وورد النيل معاً، إضافة إلى كونها مصدراً للبروتين. ومن المستطاع تربية السمك والبطّ والإوز في الأنهار وحقول الرزّ. ومارس المصريون زراعة السمك في حقول الرزّ، لكنهم لم يمارسوا تربية البط والإوز فيها. ومن الممكن أيضاً جلب أنواع من الأسماك الكبيرة التي تتغذى على ال «إستاكوزا». وكذلك يمكن العمل على نشر مزارع السمك عند شواطئ البحار والأنهار. وعبر هذه الطرق، تزداد الثروة الحيوانية، من دون استخدام الحبوب في تغذيتها. وكذلك يتخلّص المُزارع من الحشائش والحشرات المضرّة بطريقة صديقة للبيئة. ومن الممكن أيضاً استخدام مخلّفات الطيور في تسميد أراضي الزراعة وزيادة مردودها. ويحتاج ترويج هذه البدائل الغذائيّة، مع ما يرافقها من سياسات زراعية، إلى برامج توعية ودعم متنوّع الأشكال من الدولة. فمثلاً، من الممكن الطلب من الجيش أن يُقدّم وجبات الجراد المطبوخ أو المحمّر أو المجفف أو المملح، إلى الجنود كجزء من تدريبهم على العيش في ظروف قاسية. كما يمكن تقديم قروض ميسّرة لتشجيع صغار المزارعين على تربية الأسماك والبطّ والإوز في حقول الرزّ. وكذلك من المستطاع تقديم قروض ميسّرة لتشجيع الشباب على تربية قطعان الماعز على مخلفات الحصاد. واستطراداً، من الممكن السماح للمزارعين بإنشاء مزارع صغيرة من الطين أو القصب (البوص) في الحقول، لتربية البطّ والإوز بغية استخدامها في أعمال المقاومة البيولوجية.