تطلق هيئة الري والصرف في محافظة الأحساء خلال الفترة المقبلة، 120 ألف سمكة من نوع «مبروك»، للتصدي إلى الحشائش التي تنمو بكثافة عالية في مياه مصارف الري. واستوردت الهيئة هذه الكمية من الأسماك، ضمن مشروع يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، بهدف القضاء بيولوجياً على الحشائش المنتشرة في المصارف، التي يقدر طولها بنحو 25 كيلومتراً. وقال رئيس قسم المياه والتربة في الهيئة المهندس فهد الملحم: «إن لهذه الأسماك القدرة على أكل الحشائش المائية، إذ تستطيع أكل ثلاثة أضعاف وزنها. كما ان لها القدرة على تحمل الظروف البيئية في المصارف والقنوات الزراعية. ويصل وزنها إلى أكثر من 15 كيلوغراماً، وطولها نحو متر. وتعيش بين خمس إلى 11 سنة». وتشكو مصارف الأحساء من انتشار نبات «العقربان»، بكميات كبيرة جداً على جوانب المصارف، ما يعيق جريان المياه فيها، وتكاثر الحشرات المائية الضارة فيها، كالبعوض، الذي ينتشر أثناء ركود المياه في بعضها. وتمثل سرعة انتشارها ونموها وتكاثرها بواسطة الجذور، مشكلة أخرى. وتوجد من هذه الأسماك خمسة أنواع، هي: المبروك العادي، والفضي، وكبير الرأس، ومبروك الحشائش، والأسود. وقال الملحم: «إن هذه الأنواع جلبت في الأصل لمقاومتها الحشائش في المزارع السمكية، والتخلص من الحشائش الضارة، مثل «الحامول» و«ورد النيل»، وغيرها». وأكد الملحم أنه بالإمكان «الاستغناء عن عملية قطع الحشائش باليد والمعدات من المصارف الفرعية، وشبه الرئيسة، والرئيس، مع ما تتطلبه من صيانة مستمرة ودورية طوال العام»، مضيفاً ان هذه الصيانة الدورية خلال سنوات إقامة المشروع (قبل نحو 30 عاماً)، كلفت أموالاً طائلة من خلال شراء الآليات وصيانتها». وأردف ان هذه الطريقة «تمثل بديلاً عن استخدام المبيدات أو الحرق وغيرها من الوسائل التي تؤدي إلى نتائج سلبية على البيئة». وذكر أنه تم «إنشاء معمل متكامل لتربية أسماك «مبروك»، وتهيئتها للتكاثر، بعد أن قامت الهيئة، بالتعاون مع جامعة الملك فيصل في الأحساء، العام 1999، بتجربة استزراع هذه النوعية من الأسماك في مصرف خُصص لهذه التجربة، وذلك بعد توقيع اتفاق البحث المشترك بينهما. وتعتمد طريقة استزراع أسماك الحشائش على الاستخدام البيولوجي لطرق المكافحة التي تعد من أكثر الطرق أماناً، وليست لها عواقب بيئية سلبية». وتعد الصين الشعبية الموطن الأصلي لأسماك «مبروك». وتصدرت مصر الدول العربية في تربية واستزراع هذا النوع من الأسماك. كما يتم تربيتها في أميركا وأوروبا، ونحو 35 دولة أخرى. وتتميز هذه الأنواع بخصائص عدة، منها تحمل درجات حرارة متقلبة بين خمس إلى 38 درجة مئوية. وكذلك تحمل أقل كمية من الأوكسجين الذائب في الماء، والتهام أكبر كمية من الطحالب والأعشاب المائية في اليوم الواحد، إذ تأكل أسماك «مبروك» النباتات الطافية والمغمورة، بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات من وزنها في اليوم الواحد.