أعلن قادة «الجيش السوري الحر» الذي يشكل أهم قوة معارضة مسلحة في سورية ان «الجيش الحر» يعيد تنظيم صفوفه لكسب ثقة المجتمع الدولي، وان قيادته بدأت تستقر في الاراضي «المحررة» في سورية. ويقود العميد الركن مصطفى الشيخ المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر، الذي تعرض لانتقادات بسبب عجزه عن ضبط الوحدات المختلفة التي تشكله ويشتبه في ارتكاب بعض عناصرها جرائم حرب. وهو أحد القادة المسؤولين عن عملية تنظيم صفوف المعارضة عسكرياً. وفي الايام العشرة الاخيرة أعاد الجيش السوري الحر ترتيب صفوفه في خمسة ألوية في الشمال والجنوب والشرق والغرب والساحل، واستعد لانتخاب قيادة جديدة على ما أكد الشيخ في مقابلة مع «فرانس برس» في شمال سورية. وقال الشيخ موضحاً إن «هذه الهيئة ستعمل بشكل منظم ومنضبط، وعند الانتهاء من تشكيلها سيعلم المجتمع الدولي الى اين تذهب الاسلحة». واضاف ان اولويات الجيش السوري الحر تكمن في تنظيم الصفوف والتزود بأسلحة اقوى من الكلاشنيكوف والصواريخ اليدوية الصنع التي يضطر عدد من وحداته الى الاكتفاء بها حالياً. واعربت واشنطن التي تدعو الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن خشيتها من سيطرة جماعات اسلامية متشددة على الانتفاضة واستيلائها على اسلحة مخصصة للمعارضة. ورداً على انتقادات مفادها ان قيادة الجيش السوري الحر بعيدة عن قاعدتها، قال الشيخ ان الجيش الحر الذي تستقر قيادته بغالبيتها في تركيا ارسل 200 ضابط هو احدهم الى المناطق «المحررة» في سورية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في شمال البلاد. واوضح ان «القادة والضباط لا ينبغي ان يكونوا بعيدين جداً عن الجبهة وعن رجالهم. يفضل ان يكونوا في الميدان، فهذا افضل من اجل التنظيم ونفسية القوات والسيطرة على الميدان». واكد انه يقود 70 ألف رجل وهو رقم يتعذر التأكد منه. واعتبر ان ربع ضباط الجيش النظامي انشقوا ولكن نصف هؤلاء المنشقين اعتقلوا. وفيما اعتبر الشيخ ان «المجلس الوطني السوري» الذي يشكل اكبر حركة معارضة وتسيطر عليه حركة الاخوان المسلمين لا يمثل الشعب السوري، اكد ان «الجيش السوري الحر يمثل السوريين جميعا». وكانت تقارير عدة تحدثت عن وجود المئات من المقاتلين العرب والاجانب في سورية يقاتلون إلى جانب السوريين، بعضهم سبق وشارك في القتال في باكستان والعراق وافغانستان. وقال الشيخ ان «المجموعات المسلحة تتصرف كالميليشيات، ونحن كضباط لا نقبل بذلك على الاطلاق ... من المهم ان تنفصل المؤسسات العسكرية عن المشاغل السياسية وتمثل كل اطياف المجتمع السوري». والاشكالية لا تكمن فحسب في كسب ثقة المجتمع الدولي، فالجيش السوري الحر بحاجة الى تجاوز انقساماته التي تضعف حركته. وهاجم الشيخ حركة الاخوان المسلمين التي عاشت غالبية قادتها في المنفى في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد واتهمها بشراء ولاء عدد من وحدات الجيش السوري الحر. وقبل اسبوع وصفت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة اعمالا كشف عنها شريط فيديو بانها «جرائم حرب» حيث يظهر معارضون مسلحون يعدمون جنوداً في الجيش النظامي، بعد اسرهم وضربهم وهم جرحى. كما قالت الممثلة الخاصة للامين العام للأمم المتحدة بشأن الاطفال والنزاعات المسلحة انها تجري تحقيقات حاليا في ممارسات لجماعات سورية معارضة ضد الاطفال يمكن ان تؤدي في حال ثبوتها لإدراج تلك الجماعات في «قائمة العار» مما قد يعرضها لعقوبات من مجلس الامن الدولي، موضحة «جاءتنا معلومات ان المعارضة تستعمل الاطفال وانه فيه انتهاكات تمس الاطفال سواء مثلا استعمال اطفال في تفجيرات او القيام بتفجيرات في مناطق يوجد بها اطفال». واكد الشيخ ان التحقيق جار وان منفذي هذه الاعمال سيحاكمون ما ان يستعيد القضاء مجراه في سورية بعد سقوط الاسد. وقال: «ربما ليست هناك آلية فعلية حالياً ... لضمان محاسبة كل مخالف، لكن على المدى المتوسط ستجري محاسبة كل من انتهك حقوق الانسان والاقليات».