في اول تعليق للرئيس السوري على الدعوات المعروضة عليه للخروج من سورية، في محاولة لحل الازمة عن طريق نقل السلطة الى شخصية اخرى من داخل النظام، اكد الرئيس بشار الأسد في حديث الى محطة «روسيا اليوم»، تذيعه كاملاً اليوم، انه يريد ان «يعيش ويموت» في سورية، وحذر من ان اي غزو اجنبي لبلاده ستكون له تداعيات على العالم بأسره. وقال الأسد «لست دمية ولم يصنعني الغرب كي اذهب الى الغرب او الى اي بلد آخر. انا سوري، انا من صنع سورية». في الوقت نفسه بدأ امس في الدوحة اللقاء التشاوري بين «المجلس الوطني السوري» وأطياف أخرى من المعارضة لمناقشة مبادرة رياض سيف وبينما نقلت مصادر اعلامية عن سيف ان هناك اتفاقاً مبدئياً على تشكيل كيان سياسي جديد بمشاركة «المجلس الوطني»، قال رئيس المجلس عبد الباسط سيدا ل «الحياة» عقب الجلسة الثانية التي مهدت لجلسة ثالثة في العاشرة ليل امس إن «أجواء الجلسات كانت ايجابية»، وكان شدد قبل الاجتماع على ضروة توفير ضمانات دولية للسلطة الانتقالية الموقتة وأن تكون محمية ومعترفاً بها دولياً. وشكل افتتاح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري اللقاء وسط حضور عربي ودولي لافت أبرز المشاهد، وحض الشيخ حمد المعارضة السورية على توحيد جهودها وتغليب المصلحة الوطنية، كما رأى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الدعم الدولي لثورة الشعب السوري مرهون بمدى قدرة المعارضة على توحيد رؤيتها. وأكد نائب رئيس «المجلس الوطني» نائب المراقب العام ل «الاخوان المسلمين» فاروق طيفور ل»الحياة» عقب الجلسة الثانية التي حضرها وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية «أن الجلسة شهدت حواراً وعبر مشاركون عن آرائهم من مبادرة سيف وعن ملاحظاتهم وتحفظاتهم، وطرح المشروع بصيغته المبدئية كفكرة على المشاركين في «هيئة المبادرة الوطنية»، وهو خاضع للبحث، واعطي ووزع على المشاركين لدرسه وابداء الملاحظات لبدء حوار حوله. وسألت «الحياة» طيفور عن التحفظات التي طرحت في الاجتماع فقال إنها تتعلق ب»دور المجلس الوطني في التشكيل الجديد، وهل سيظل في وضعه أم ان التشكيل الجديد سيكون موازياً أو بديلا»، وأكد أن «الجميع أكدوا في الاجتماع أنه لا بد أن تتم المحافظة على المجلس الوطني كمرجعية عليا»، وقال إن «جو الاجتماع كان هادئاً ومنطقياً ومعقولا»، ونفى وجود خلافات داخل «المجلس». وكشف طيفور ان 12 دولة من أصدقاء سورية تقف مع المعارضة، وسيكون هناك اعتراف دولي ب» هيئة المبادرة الوطنية». وقال عضو الأمانة العامة الجديدة للمجلس أحمد رمضان ل»الحياة» إن «اتجاهنا سيكون تشكيل لجنة لاعادة صياغة المبادرة (مبادرة رياض سيف) واوراقها بما ينسجم مع رؤانا، خصوصاً التزام خط الثورة واطاحة النظام». وقال القيادي المعارض هيثم المالح عن الأجواء والاجتماع، «الأجواء كويسة»، وشدد «نناقش فقط مبادرة رياض سيف»، و»ان شاء الله يصل الاجتماع الى نتيجة». ونفت قيادات في المجلس الوطني وجود خلافات او استقالات بعد اعلان انتخابات الامانة العامة، وقال أحدهم «ها هو جورج صبرا الذي لم يفز في الانتخابات مشاركاً معنا في اللقاء التشاوري». وردت الحكومة السورية على تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي التي قال فيها ان النظام السوري لن يستطيع البقاء لفترة طويلة، واتهمت العربي بالمشاركة مع دول وتنظيمات «ارهابية» ابرزها قطر في مخطط «لتدمير سورية»، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي ان تصريحات العربي «تزامنت قبل توجهه الى العاصمة القطرية الدوحة» وهذا الموقف «يجعل منه شريكاً وراعياً واداة في هذا الاستهداف المفضوح». من جهة اخرى أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور الرياض في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري لحضور الاجتماع الوزاري الثاني للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، وسيبحث مع المسؤولين السعوديين في الأزمة السورية. واعرب لوكاشيفيتش عن امله في ان تعطي هذه اللقاءات «دفعاً إيجابياً للتعامل السياسي والتعاون في مجال الأعمال بين روسيا واعضاء مجلس التعاون، إضافة إلى التنسيق بشأن القضايا الأكثر إلحاحاً، بما فيها الازمة السورية وضمان الأمن في منطقة الخليج». وعلى الصعيد الميداني هاجم مسلحو المعارضة حواجز للجيش النظامي في حي الميدان في قلب دمشق امس لتخفيف الضغط عن مناطق التضامن والقدم والحجر الاسود في ريف دمشق والتي تتعرض لقصف جوي ومدفعي. وهذا هو أول اشتباك خطير في حي الميدان منذ أن اجتاحت قوات النظام هذه المنطقة في تموز (يوليو) الماضي في هجوم بالمدرعات. وقال ناشط في دمشق إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية وفتحوا نيران بنادق آلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة. الى ذلك ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 16 عنصراً على الاقل من قوات النظام و10 من مقاتلي المعارضة قتلوا امس في اشتباكات دارت في بلدة رأس العين ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة قرب مركز حدودي مع تركيا في شمال شرقي سورية.