تستخدم كثير من الكائنات المائية التلألؤ البيولوجي بغية جذب شريك لتتزاوج معه أو للهروب من الحيوانات المفترسة التي تطاردها، على عكس الكائنات البرية التي نادراً ما تلجأ إلى هذا الأسلوب. بيد أن هذا الأمر يضاعف من إمكان خسارة الصراصير التي تصدر ضوءاً، وهي تعيش على رؤوس الأشجار في غابات أميركا الوسطى والجنوبية. البداية من البركان في التوصيف الرسمي الأول لهذه الكائنات، أطلق العلماء اسم «لوسهرميتكا لوكيا» Lucihormetica luckae على حشرة (من فصيلة الصراصير الكبيرة) يبلغ طولها 24 ملليمتراً. ولكن ربما تُعتبر هذه الصراصير غير محظوظة للغاية، فالعينة الوحيدة المعروفة من هذه الحشرات جُمعت في عام 1939 على منحدرات بركان «تونجوراهوا» في الإكوادور. وكان الموقع متضرراً عندما ثار البركان مرةً أخرى في شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2010. وتشكل حشرة «لوسهرميتكا لوكيا» مع 12 نوعاً آخر من جنسها، واحدة من أصل ثلاث مجموعاتٍ من الحشرات يمكنها إصدار ضوء، مع الإشارة إلى أن اليراعات تمثّل نوعاً آخر. وتتكوّن الأعضاء التي تصدر الضوء عند هذه الحشرة من بقعتين كبيرتين على ظهر الصرصور (هما العينان)، إضافة إلى نقطةٍ أصغر بكثير تقع خلف إحدى البقعتين. وتُعدّ هذه الأعضاء بمثابة خزانات مليئة بالبكتيريا، لكنها تتموضع في الهيكل الخارجي للحشرة. وتشير تحليلات جديدة للضوء الذي تصدره «لوسهرميتكا لوكيا» ولجلدها، أنه مماثل للضوء الذي تبعثه حشرة من نوع «بايروفوريك» Pyrophoric التي تعيش في نُظُم بيئية مماثلة. ونشر الباحثون هذه النتائج في عدد صدر أخيراً من «مجلة علم الطبيعة» الألمانية. ويرجحّ أن حشرة «بايروفوريك» تصدر الضوء بغية إرسال إشارات تحذيرية للحيوانات المفترسة المحتملة من المُكونات السامة جداً التي تفرزها. المفارقة أن الصراصير المتوهّجة من نوع «لوسهرميتكا لوكيا»، لا تحتوي سموماً، ما يعني أن تحذيراتها هي أقرب إلى المناورات المُخادِعة.