عزز اعلان فوز الرئيس باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية توقعات الأسواق باستمرار السياسة النقدية المتساهلة لمجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (المصرف المركزي) والقاضية بالإبقاء على أسعار الفوائد على الدولار منخفضة، ما دفع العملة الخضراء الى التراجع أمام العملات الرئيسة، لكن استبعاد المفوضية الأوروبية أن تسجل منطقة اليورو أي نمو العام المقبل، لجم هبوط الدولار أمام العملة الأوروبية الموحدة. وفقد اليورو كثيراً من مكاسبه المبكرة أمام الدولار بعدما أعلن رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي أن أزمة الديون في أوروبا بدأت تؤثر في الاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير إلى شركائه في منطقة اليورو. وعلى رغم تفاؤل الأسواق بالتجديد لأوباما، المناهض للتعاملات المالية المتفلتة من أي ضوابط، ظل المتعاملون قلقين من الملفات الاقتصادية الأميركية الضخمة التي سيكون على الرئيس التعامل معها في ولايته الثانية، خصوصاً الزيادات الضريبية وخفوضات الإنفاق (يتوقَّع أن تجمع 600 بليون دولار) المفترض البدء بتطبيقها العام المقبل. وخسر الدولار أمام الين الياباني 0.3 في المئة مسجلاً 79.81 ين، وهو أدنى مستوى منذ الأول من الشهر، فيما انتعش الدولار أمام اليورو بعد صدور موقف المفوضية الأوروبية، فكسب 0.4 في المئة ليسجل اليورو 1.2764 دولار. وتراجع اليورو 0.8 في المئة أمام الين إلى 102.20 ين. وكان ميت رومني، المنافس الجمهوري الخاسر لأوباما الديموقراطي، أكد أنه لا يؤيد إجراءات مجلس الاحتياط الفيديرالي وأنه في حال فوزه بالرئاسة سيعيّن رئيساً جديداً للمجلس محل بن برنانكي فور انتهاء ولاية الأخير في 2014. وكان المجلس أعلن في أيلول (سبتمبر) خطة لشراء سندات مدعومة برهون عقارية قيمتها 40 بليون دولار في جولة ثالثة من الإجراء المعروف ب «التيسير الكمي» (الإنعاش النقدي) الذي كلّف بين كانون الأول (ديسمبر) 2008 وحزيران (يونيو) 2011 نحو 2.3 تريليون دولار. وتعتبَر «وول ستريت» من أكبر الخاسرين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فهي رمت بثقلها خلف رومني إذ أقام الشهر الماضي له حوالى 200 من كبار مسؤولي صناديق التحوط ومؤسسات الاستثمار الخاص والمؤسسات المصرفية حفلة لجمع التبرعات في فندق «هيلتون نيويورك»، وروجوا له باعتباره نصيراً لتحرير قطاع المال، على خلاف أوباما الذي فرض قوانين ناظمة للقطاع. وبلغت مساهمات القطاع في حملة رومني 61 مليون دولار، في مقابل 18.7 مليون لحملة أوباما. بل إن موظفي مصرف الاستثمار «غولدمان ساكس»، المعقل الديموقراطي السابق، أعطوا رومني 900 ألف دولار، في مقابل 136 ألفاً لأوباما. وواصلت العقود الآجلة لمزيج النفط الخام «برنت» تراجعها أمس وهوت اكثر من دولارين في اليوم الأول لإعادة انتخاب أوباما ومع تسلط الأضواء مرة أخرى على المشكلات الاقتصادية العالمية لاسيما في أوروبا. كما تحملت اسواق المال قسطاً وافراً من الخسائر، وتراجع المؤشرات في أوروبا والولايات المتحدة بنسب راوحت بين 1.2 و1.95 في المئة وسط تقويم الاسواق لانعكاسات السياسة النقدية التي قد يقودها وزير الخزانة، الذي سيختاره اوباما للسنوات الاربع المقبلة.