قررت المحكمة العسكرية الدائمة في بنغازي برئاسة القاضي العقيد عبدالله السعيطي، في جلستها أمس الأربعاء، طلب المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق للمثول أمام النيابة العسكرية للتحقيق معه في قضية اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس رئيس أركان الجيش الليبي السابق ورفيقيه خلال الثورة ضد النظام السابق العام الماضي. وفي حين أفادت وكالة الأنباء الليبية أن المحكمة قررت إرجاء القضية إلى جلسة تُعقد في شهر شباط (فبراير) 2013، أوردت وكالة «رويترز» أن قاعة المحكمة ضجّت بالتصفيق عندما تلا القاضي قرار استجواب عبدالجليل. وخلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت العقيد معمر القذافي تم استدعاء عبدالفتاح يونس إلى بنغازي لاستجوابه في أخطاء مزعومة ارتُكبت في مواقع المواجهة مع قوات القذافي. وبعد مجيئه للمثول أمام الاستجواب، قام مسلحون بقتل يونس وإثنين من مرافقيه. وخدم عبدالفتاح يونس في مناصب مختلفة ولسنوات طويلة في حكم القذافي، قبل أن ينشق عنه ويلتحق بالثورة. على صعيد آخر، أفاد مصدر في مدينة ترهونة أن النائب في المجلس الوطني الانتقالي السابق عن هذه المدينة الواقعة جنوبطرابلس عبدالباسط بونعامة قُتل على يد مجهولين بعد ساعات من خطفه. وذكرت معلومات في ليبيا أن بونعامة قُتل على خلفية «خلاف عائلي» مع أفراد من قبيلة قُتل أحد أبنائها في ترهونة أخيراً. على صعيد آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن سارة السنوسي إبنة رئيس الاستخبارات الليبية السابق عبدالله السنوسي إنها قلقة لأن والدها ربما لا يتلقى علاجاً جراء مرض السرطان الذي يعاني منه وأنه لم ير محامياً منذ ترحيله إلى ليبيا في أيلول (سبتمبر) الماضي، بعدما تم اعتقاله في موريتانيا في آذار (مارس). ووصفت سارة السنوسي عمليه تسليم والدها من موريتانيا بأنها تشبه عملية الخطف، وقالت إنها قلقة عليه لأنه مصاب بسرطان الكلية. وأضافت في مقابلة هاتفية إنها لم تره منذ أكثر من 60 يوماً وإن محاميه لم يُسمح له بزيارته. وأضافت سارة البالغة 27 عاماً والتي كانت تتحدث من مكان غير معروف: «منظمات حقوق الإنسان طلبت مراراً أن تزوره في السجن ولم يتم السماح لها بذلك أيضاً». وقالت سارة إن السلطات الموريتانية أبلغتهم عند السابعة صباحاً أن «الرئيس (محمد ولد عبدالعزيز) يريد أن يراه (السنوسي)». وتابعت: «ذهب معهم على رغم أننا رجوناه أن لا يذهب، لكنه فعل. آخر مرة رأيته كانت عبر التلفزيون عندما كان يتم إرساله إلى ليبيا». وقالت أيضاً إنها لم تتمكن من أن تتكلم معه أختها العنود البالغة 20 سنة والمحتجزة في سجن للشرطة العسكرية في طرابلس. وتقول السلطات الليبية إنها أوقفت العنود بعدما حاولت دخول البلاد من الجزائر بجواز سفر مزور. وأوضحت سارة إن اختها أحيلت على المحكمة يوم الأحد الماضي من دون أن تكون هي أو محاميها حاضرين في المحكمة. وقالت سارة عن والدها إنه كان يستخدم جوازاً مالياً صحيحاً لأن مالي منحته جنسيتها، في إشارة إلى أن موريتانيا اتهمته باستخدام جواز سفر مزور. والسنوسي عديل العقيد الراحل معمر القذافي وهو متهم بارتكاب العديد من الجرائم الخطيرة آخرها جرائم ضد الانسانية مرتبطة بقمع الانتفاضة التي نشبت ضد النظام العام الماضي.