طالب مواطنون بينهم مسؤولون في منطقة عسير باتخاذ إجراءات فعّالة للحد من زيادة عدد المخالفين من مجهولي الهوية، الذين يتسللون إلى السعودية ويشكلون خطراً أمنياً على أهالي منطقة عسير، لأن كثيراً منهم مسلحون وبدأوا في استخدام السلاح لتهديد المواطنين والمقيمين وارتكاب جرائم خطرة، أبرزها قتل مقيم يمني مولود في السعودية، إضافة إلى تشييدهم أوكاراً ومغارات وحصون في الجبال والوديان بعد إلمامهم بتضاريس المنطقة، من دون تمكّن أية جهة معنية من مراقبة ما يفعلون فيها. ودعا رئيس المجلس البلدي في منطقة عسير الدكتور محمد الغبيري إلى حلّ أمني عاجل وفعّال لمشكلة مجهولي الهوية في المنطقة، مشيراً إلى أن عددهم زاد بشكل ملحوظ وكثرت جرائمهم، حتى وصل الأمر لدى بعضهم إلى امتلاك أسلحة، وهو ما يشير إلى أن الأمر وصل إلى نقطة خطرة. وقال الغبيري: «الأمر خطر للغاية وليس مبالغاً فيه، وكل جهة أو شخصية تقلل من خطر هذا الأمر ليست مطلعة بالشكل السليم على الأمر، فالمجهولون من جنسيات عدة أتوا من أجل لقمة العيش والحصول عليها بأي شكل وبأي ثمن، وأصبحوا يمثلون خطراً كبيراً للغاية على أمن البلاد، وخلال عامين مقبلين ستصبح الحلول صعبة ومكلفة للغاية»، داعياً إلى درس هذه المشكلة بشكل عاجل وإيجاد الحلول المناسبة لها قبل أن تتفاقم. وأكد أن أمانة منطقة عسير وفرع وزارة الزراعة وجدا قرية ممتلئة بمجهولي الهوية الذين لديهم أسر تعيش في مساكن شيّدوها بأنفسهم. ولفت نائب رئيس المجلس البلدي علي الشعبي إلى أن محافظة الدرب تعاني من مجهولين يعملون في كل مكان، ويأخذون من بيوت المواطنين المسافرين أو القاطنين في أبها مساكن لهم من دون علم أصحابها، كما أن بعض المواطنين يتستّرون عليهم. وتابع: «إن هؤلاء المجهولين خطرين ومسلّحين، ويصفّون بعضهم بعضاً أحياناً، والجهد الأمني غير كافٍ، ويجب التصدي لهم قبل أن تستفحل المشكلة»، لافتاً إلى أن خطر المجهولين وصل إلى حد القتل، إذ قتل يمني مقيم في المحافظة على يد هذه العصابات المجهولة التي لا تزال في المحافظة أعداد كبيرة منها. أما مدير فرع وزارة الزراعة في منطقة عسير المهندس فهد الفرطيش، فأكد أن المجهولين مسلحون ويوجدون بشكل كبير في منطقتي عسير وجازان، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة تعاني من تعديهم على الأراضي الحكومية وحرق الأشجار والتفحيم والبناء غير النظامي، خصوصاً في الأماكن التي لا يمكن للإنسان أو السيارة الوصول إليها بسهولة. وشدد على أن الإبلاغ عنهم من المواطنين واجب وطني، مضيفاً أن الجهات الأمنية تقوم بدورها، لكن الأمر يحتاج إلى تكاتف كبير وعملي للقضاء على هذه المشكلة. ورصدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيراً من القضايا الخطرة التي كان أطرافها مجهولي هوية. وقال المتحدث الإعلامي باسم «الهيئة» في منطقة عسير عوض الأسمري: «لاحظنا من خلال رصد ميداني تزايد الجرائم من المجهولين الذين أصبح عملهم منظماً وممنهجاً، كما أن كثيراً منهم باتوا مسلّحين خطرين لديهم الجرأة على القتل، وهنا تكمن المشكلة، ولا بد من التعامل مع هذا الوضع بشكل أمني عالي المستوى».