كشفت محادثات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع المسؤولين الإماراتيين في ختام زيارة للإمارات أمس توافقاً في مختلف القضايا التي تم بحثها وتركزت حول الوضع في الشرق الأوسط والتعاون الدفاعي والتكنولوجي والاستثماري في عدد من المجالات وخصوصاً الصناعات الدفاعية والاتصالات الفضائية. ولفتت مصادر مطلعة إلى أن كاميرون ركز خلال محادثاته في أبو ظبي على التعاون بين البلدين في المجال الدفاعي ودخول الإمارات كشريك استثماري في مجال تصنيع مقاتلات «يوروفايتر تايفون» وفي مجال الطاقة في بريطانيا، إلى جانب التعاون الواسع في مجال الدفاع عن أمن الإمارات والمنطقة. وتوج كاميرون محادثاته في الإمارات أمس بلقاء رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة العين. وقال ناطق إماراتي رسمي إن «المحادثات تناولت العلاقات والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين وآفاق تطويرها وتعزيزها إضافة إلى التطورات والمستجدات الدولية الراهنة». وشدد الجانبان في هذا الصدد على «ضرورة تعزيز التفاهم والتعاون الدولي لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم في إطار القرارات الدولية واحترام سيادة الدول وتعزيز السلم العالمي». وأضاف أن «الجانبين توصلا إلى رؤية مشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية وتوسيع مجالات الاستثمار وخصوصاً في مجالات الصناعة الدفاعية والتقنية المتقدمة، مشيرين إلى ضرورة وضع إستراتيجية مشتركة تؤدي إلى دعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر التطور التكنولوجي». وصدر في ختام زيارة كاميرون للإمارات بيان أكد فيه الجانبان الاتفاق على خطة لتعزيز أواصر التعاون بينهما «والوقوف معاً لمجابهة الكثير من التهديدات لأمن المنطقة ككل، والالتزام القوي بالمحافظة على التسامح والانفتاح والنظرة المستقبلية لمجتمعينا». وشدد البيان المشترك على التعاون «لتحقيق مصالحنا الدفاعية المتبادلة في مجابهة التهديدات الخارجية والمحلية، ونحن شركاء سياسيون في المنتديات الدولية إذ نتعاون لدعم الحل السياسي للصراعات». وأكد أنه من أجل تحقيق هذه الشراكة يتعين «تعميق أواصر علاقتنا الدفاعية ومواصلة تطوير خططنا المشتركة من أجل أمن الإمارات ومنطقة الخليج ككل من خلال زيادة تدريباتنا وتمريناتنا المشتركة وكذلك من خلال استثمارنا في الوجود العسكري البريطاني في الإمارات العربية المتحدة، وإقامة شراكة صناعية دفاعية تقوم على التعاون الوثيق بشأن مقاتلات يوروفايتر تايفون وعدد من الصناعات التكنولوجية الجديدة، وتنمية الاستثمارات الإماراتية في البنية التحتية البريطانية والاستثمارات البريطانية في الصناعة الجوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والمشاريع الخدمية والاتصالات والذخائر والقدرات وتوسيع الشراكات الصناعية والتجارية بين الشركات الإماراتية والبريطانية بما يدعم التنويع والتطوير التكنولوجي ومجابهة التحديات الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». والتقى كاميرون في إطار زيارته ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحضور وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند وكبار المسؤولين من الجانبين. وأكد الجانبان أهمية الشراكة بين البلدين وخصوصاً في مجال نقل التكنولوجيا والبحث والتطوير وبناء اقتصاد المعرفة. وأكد الشيخ عبدالله بن زايد خلال الاجتماع المشترك أن الإمارات «تسعى دائماً إلى انتهاج سياسة التوازن في علاقاتها الخارجية على أسس من الاحترام المتبادل خدمة للمصالح المشتركة مع الدول الأخرى»، وأشار إلى «الكثير من المصالح والأهداف المشتركة بين الإمارات والمملكة المتحدة خصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية سواء في المنطقة أو في أرجاء العالم». وزار كاميرون برفقة محمد بن زايد معرض «شركاء في الابتكار» في أبو ظبي حيث تعرفا على المنتجات والمبادرات المعروضة من كلا البلدين والتي ضمت محرك مقاتلة «يوروفايتر تايفون» ومشروع القمر الاصطناعي الإماراتي اضافة إلى عدد من المبادرات الصحية والتقنية المتصلة بالتعاون المشترك بين البلدين.