قال مسؤولون إن خمس قنابل انفجرت في وسط المنامة اليوم الاثنين الامر الذي أدى الى مقتل عاملي نظافة آسيويين. وأثار الحادث اتهامات متبادلة بين نشطاء والحكومة التي تحاول إخماد انتفاضة تطالب بالديمقراطية وأغلب المشاركين فيها من الشيعة. وقالت وزارة الداخلية إن القنابل محلية الصنع ووصفت الانفجارات بأنها "أعمال إرهابية" وهو تعبير تطلقه على أعمال العنف من جانب نشطاء المعارضة. لكن سياسيا معارضا وناشطا حقوقيا قالا ان الهجمات التي وقعت بعد أيام من إعلان الحكومة حظر كل اشكال التجمهر والتجمع حرصا على السلامة العامة قد تكون من تدبير القوات الحكومية تبريرا للحظر او لممارسة مزيد من القمع. ووقوع اصابات بين المحتجين او الشرطة من الامور المعتادة نسبيا في الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهرا لكن من النادر وقوع هجمات على الجمهور العام. وقالت وكالة انباء البحرين نقلا عن مسؤول بالشرطة إن الانفجارات وقعت في منطقتي القضيبية والعدلية بالمنامة بين الساعة 4.30 و9.30 صباحا (0130 و0630 بتوقيت جرينتش). ووصفت القنابل بأنها "محلية الصنع" وقالت إن عاملا اسيويا ثالثا أصيب بجروح. ووقع أحد الانفجارات امام دار للعرض السينمائي وقتل فيه عامل نظافة بعد ان ركل لفافة فانفجرت فيه. وقال شاهد عيان انه لم تقع اضرار مادية تذكر في المكان فيما يشير الى ان الانفجار لم يكن ضخما. وتقول الشرطة انها كثيرا ما كانت هدفا لنفجيرات قنابل محلية الصنع منذ ابريل نيسان بما في ذلك هجوم قتل فيه شرطي الشهر الماضي مع تكثيف الجهود الحكومية للقضاء على الانتفاضة التي اصابت الاقتصاد بالشلل. وذكرت وكالة أنباء البحرين أن بريطانيا أدانت الهجوم ودعت كل الاطراف الى الدخول في حوار دون شروط مسبقة لوضع حد للتوتر. ونقلت الوكالة عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا ألستير بيرت قوله "لا يوجد مكان في المجتمع البحريني لأي عمل مثل أعمال العنف هذه." وقال السياسي المعارض مطر مطر من جمعية الوفاق الشيعية إنه يشك في ضلوع نشطاء معارضين في هجمات اليوم ملاحظا أن بعض رجال الدين الشيعة البارزين دعوا انصارهم الى تفادي تصعيد الصراع مع الحكومة. ولمح الى احتمال مسؤولية الشرطة او الجيش او وحدة مارقة من وحداتهما. وقال إن الحادث غريب متسائلا لماذا يستهدف أحد عمالا. وأضاف أنه يشعر بالقلق بخصوص احتمال أن الشرطة والجيش يفقدان السيطرة على وحداتهما او أن يكون هذا تحضيرا لاعلان الاحكام العرفية. وقالت مريم الخواجة القائمة باعمال رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان "نحن نندد بالعنف كما هو موقفنا دائما لكن نظرا لخلفية السلطات البحرينية في نشر معلومات كاذبة ندعو لاجراء تحقيق مستقل في مقتل العاملين المهاجرين." واضافت الخواجة المقيمة في الدنمرك ان الهجمات "ليست ذريعة لبدء حملة من العقاب الجماعي والاعتقال التعسفي والتعذيب كما شاهدنا من قبل." ويشكو الشيعة من التمييز في النظام الانتخابي وفرص العمل والاسكان والتعليم ويقولون انهم يتعرضون لسوء المعاملة على أيدي الادارات الحكومية والشرطة والجيش وان وعود الحكومة بالتصدي لبواعث قلقهم لم تفض الى شيء. وتنفي السلطات هذا. ودعت واشنطن المنامة الى بدء حوار مع المعارضة بشأن الإصلاحات الديمقراطية لكن الانتقاد يعادله دعمها للبحرين التي تقوم بدور رئيسي في جهود الولاياتالمتحدة لمجابهة النفوذ الايراني بالمنطقة وتستضيف الاسطول الخامس الامريكي الذي يحرس ممرات الملاحة النفطية. واصبحت البحرين ضمن نطاق تنافس اقليمي بين دول سنية مثل السعودية التي ساعدت البحرين في سحق الاحتجاجات العام الماضي وايران الشيعية التي تدافع عن قضية المعارضة الشيعية البحرينية لكنها تنفي اتهام المنامة لها بأنها تثير الاضطرابات في البلاد. وقتل 35 شخصا في البحرين خلال الاحتجاجات في فبراير شباط ومارس آذار 2011 والشهرين اللذين فرضت فيهما الاحكام العرفية بعد ذلك. وبرغم تراجع الاحتجاجات الكبيرة منذ ذلك الحين فقد استمر وقوع اشتباكات شبه يومية بين المحتجين وقوات الامن في المناطق الشيعية. ويقول نشطاء وجماعات حقوقية إن ما يقرب من 50 مدنيا قتلوا في اضطرابات منذ انتهاء الأحكام العرفية بينما تقول السلطات إن شرطيين قتلا.