مع إقدام مسلحي تنظيم «داعش» على نحر العسكري اللبناني عباس مدلج بعد نحر الرقيب علي السيد قبل عشرة ايام، ازداد إحساس من حاول خلال الأسابيع الماضية التواصل مع هذا التنظيم، بأن مثل هذا التواصل «ميؤوس منه» ولا يودي إلى أي نتيجة، وبالتالي فإن إعادة جثمان مدلج من ناحريه قد تكون مستبعدة «من دون مقابل». ويستعيد اشخاص كانوا انتقلوا الى الأراضي السورية من جرود عرسال لإحضار جثة علي السيد مشهد مقبرة كتب عليها انها للجيش اللبناني وتتضمن اربعة قبور، احدها تم نبشه لاسترجاع جثمان علي السيد في حين ادعى مسلحو «داعش» ان القبور الثلاثة الباقية تعود لجثامين عسكريين كان المسلحون السوريون سحبوها خلال الاشتباكات التي حصلت بينهم وبين الجيش اللبناني في جرود عرسال وإن أصحابها قضوا خلال القصف. وكان الجيش اللبناني تحدث في حينه عن مفقودين لكنه لم ينع احداً حتى الآن. ويشير هؤلاء الأشخاص الذين فضلوا التكتم على هوياتهم ان من يجري التواصل معهم من «داعش» لم يعد القرار في أيديهم اذ انتقل الى شخص اعلى رتبة في التنظيم. ومن المعلوم ان احمد جمعة الموقوف لدى الدولة اللبنانية والذي كان توقيفه سبب اندلاع شرارة الاشتباكات في عرسال وجرودها قرر و «أبو طلال» وهو مسؤول يأتي بعده في ترتيب القيادة في مجموعة «فجر الإسلام» قررا مبايعة «داعش» بعد نضوب المال من المجموعة، عبر «والي حمص» الموجود علّ هذه الخطوة تمدهم بالمال الا ان المال لم يأت وقيل لهم ان عليهما مبايعة «والي دمشق - قاطع القلمون» ويدعى «ابوعبد السلام السوري» الذي قرر استلام العسكريين اللبنانيين لدى المجموعة، وبات قرار نحر العسكريين يتخذه هذا الشخص وليس «ابو طلال» الذي يبدو ان مهمته تنحصر بالتنفيذ مع مجموعته. وذكر ان «ابوعبد السلام السوري» لا يقبل التحاور مع احد، علماً ان «ابو طلال» كان قابل الوسيط القطري قبل ساعات قليلة من الإعلان عن نحر مدلج. وكانت عملية تسليم جثمان الرقيب علي السيد تمت من دون مقابل بعد تدخل من احد مشايخ «هيئة العلماء المسلمين» الذي يقدم خدمات الى النازحين السوريين وكان التنظيم يفضل مبادلة الجثة بموقوفين في سجن رومية «لكنها اكرامية»!