يفرض فيلم "Boyhood" (بوي هود)، لمخرجه وكاتبه ريتشارد لينكلاتر، على مشاهده أن يجد جزءاً من نفسه داخل الفيلم، سواءً كان في قصّته، أو من خلال أبطاله، أو ما يطرحه من قضايا إنسانية. يحصد الفيلم، الذي صوّر على مدى 12عاماً، بالتعاون مع ممثليه أنفسهم، نجاحاً جماهرياً واسعاً، واستحساناً نقدياً، كونه يُعدّ تجربة فريدة في عالم الفنّ السابع. ويروي "Boyhood" قصة طفل يُدعى مايسون، وأفراد عائلته، على مدار 12 عاماً، موثقاً مراحل من حياتهم ويومياتها، مستعيداً تجاربهم المختلفة وناقلاً مشاعرهم المتناقضة. وينقل الفيلم حادثة طلاق والديّ مايسون، وهو في السادسة من عمره، الذي ينتقل مع والدته وأخته الى مدينة أخرى. يواجهون فيها تجارب عدة تشكّل شخصياتهم وتبلورها وتجعلهم يطرحون أسئلة وجودية حول الزّمن، وماهيّة وجودهم وعلاقتهم ببعضهم بعضاً. وشارك في الفيلم ممثلون بارزون من أمثال باتريسيا أركيت التي جسدت دور الوالدة أوليفيا، وإيثان هاوك الذي لعب دور الوالد، وسبق له أن لعب أدوار البطولة في أفلام لينكلاتر: "Before Sunrise" و"Before Midnight". ويبدو أن قضية الإنسان والزمن تشغل لينكلاتر، فهذان الفيلمان يرويان حكاية حبيبين على مدى 18 عشر عاماً. وعُرض الفيلم للمرة الأولى في تموز (يوليو) من العام 2014، في 4 صالات في شمال أميركا، ومن بعدها بدأ بالتوسع شيئاً فشيئاً إلى باقي أنحاء العالم، لتتجاوز أرباحه ال 20 مليون دولار. وأُنتج الفيلم بميزانية 200 ألف دولار في السنة، أي نحو 4 ملايين دولار على مدى 12 عاماً. وحاز على جوائز عدة من مهرجانات مختلفة، أهمها مهرجان "برلين السينمائي"، ومهرجان "سياتل السينمائي الدولي"، إذ فاز لينكلاتر جائزة أفضل مخرج في كلا المهرجانين. كما نال جائزة مهرجان "سيدني السينمائي". يُشار الى أنّ الفيلم حصل على نسبة 99 من المائة على موقع "rotten tomatoes" المتخصص بالسينما.