في سنة 1995 قدم المخرج الأمريكي ريتشارد لينكلاتر فيلماً رومانسياً بعنوان (قبل الشروق-Before Sunrise) صور فيه رحلة الشاب الأمريكي جيسي بالقطار عبر أوروبا ولقائه بشابة فرنسية تدعى كلاين في العاصمة النمساوية فيينا، ثم أتبعه بفيلم ثانٍ سنة 2004 بعنوان (قبل الغروب-Before Sunset) عرض فيه اللقاء الثاني الذي جرى بين الصديقين في باريس بعد تسع سنوات من لقائهما الأول. أما اللقاء الثالث فقد صوره لينكلاتر في جزء ثالث جديد يعرض هذه الأيام في صالات السينما الأمريكية بعنوان (قبل منتصف الليل-Before Midnight) يحكي قصة اجتماع الصديقين جيسي وكلاين مجدداً في مدينة فيينا وزيارتهما للأماكن التي زاراها قبل سنوات في الفيلم الأول. تمتاز هذه السلسلة الرومانسية بأسلوبها السردي الذي يعتمد على المشاهد واللقطات الطويلة المشحونة بحوارات فلسفية عميقة عن الحياة وأقدارها، وهي في تصويرها لحياة شخصين عبر مدى زمني طويل وتأمل التغيرات التي طالتهما خلال هذه الفترة على مستوى المشاعر والأفكار، إنما تسير على ذات الأسلوب الذي قدمه المخرج الفرنسي كلود ليلوش سنة 1966 في فيلم (رجل وامرأة-A Man and a Woman) والذي أتبعه بفيلم آخر بعد عشرين سنة يتأمل في حياة بطليه بعد هذه السنوات. وكذا فعل المخرج السويدي إنغمار بيرغمان الذي قدم في 1973 الفيلم التلفزيوني (مشاهد من زواج-Scenes from a Marriage)، وأكمل الحكاية في 2003 بالفيلم التلفزيوني Saraband الذي تابع من خلاله التغيرات التي طرأت على حياة البطلين.