أفادت الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار أن العمق الاستثماري للبورصة المصرية تصدى لصفقات البيع الاستثنائية بهدف جني الأرباح في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ورصدت وجوداً أفضل للمؤسسات. وأشارت في بيان إلى أن تشرين الأول امتاز بتباين في معدلات الأداء في البورصة، قياساً إلى ما تحقق في الربع الثالث من العام الحالي، بفعل ضغوط جني الأرباح وتراجع السيولة الموجهة للاستثمار في الأسهم، إضافة إلى التحديات الاقتصادية وعدم حسم ملف قرض صندوق النقد الدولي والتغيرات في الساحة السياسية. ولاحظت زيادة في مشتريات العرب والأجانب من الأسهم خلال الشهر، ونشاطاً للتداولات المؤسساتية، في حين مالت تداولات المصريين إلى البيع، في إطار جني أرباح وخفض مراكز مالية على المدى القصير. وأكدت أن استقرار الأوضاع السياسية يمثل دعماً إضافياً لقدرة البورصة المصرية على التعافي، ما يستلزم تفعيل أدوات لتنشيط السيولة والإسراع بتفعيل عدد من التعديلات في نظام التداولات خلال الفترة المقبلة. ورأت أن الاستقرار السياسي يمكّن السلطات من مواجهة تحديات هيكلية ضاغطة وتحقيق تقدم في السياسيات الاقتصادية، لدعم الجنيه والوضع المالي للبلاد. ولفتت إلى أن تراجع متوسط حجم التداول اليومي في البورصة المصرية، يعكس حالة من الترقّب الحذر للمتداولين لتطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية، وإلى أن المستثمر المؤسساتي، على رغم تراجع تداولاته قياساً بما كان معروفاً عنه في سنوات سابقة، لا يزال يبدي اهتماماً بالاستثمار في البورصة المصرية ويرى فرصاً استثمارية في تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية. وأوضحتا أن نتائج الشركات المعلنة عكست مؤشرات مهمة إلى التوقعات المستقبلية لأداء شركات عدة خلال الفترة المتبقية من السنة، وتوقعات توزيعاتها وقراراتها بالنسبة للتوسعات الاستثمارية. وشجعت هذه التوقعات على الاستثمار المتوسط الأجل، لكن أقل من المتوقع نتيجة غلبة الترقب الحذر على القرارات الاستثمارية للمتداولين. وتتوقع الجمعية أن تكون تقديرات نتائج الشركات للربع الثالث الحافز الأكبر لأداء أسواق الأسهم المحلية في الفترة المقبلة، بعد فترة طويلة تأثرت فيها السوق بالعوامل الخارجية، متوقعة أن تعود السوق قريباً للتأثر بالعوامل الداخلية، أي بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية المرتقبة. وأشارت إلى أن العمق الاستثماري للسوق أثبت قدرته على التعامل إيجاباً مع مثل هذه التحولات، ما دعم نشاط مؤشرات السوق خلال الفترة الماضية.