يلف الغموض مصير نشاط لعبة كرة اليد بالجزائر وبطولة أفريقيا للأمم التي ستقام على أراضيها العام 2014، بسبب النزاع بين اتحاد الكرة المحلي ووزارة الشباب والرياضة، الذي وصل صداه إلى أروقة الاتحاد الدولي للعبة. ومن المتوقع أن تفصل الهيئة الدولية لكرة اليد في مصير نشاطات اللعبة بالجزائر، بسبب ما اعتبرته تدخلاً من الوصاية السياسية (وزارة الشباب والرياضة) في نشاط اتحاد الكرة المحلي، الأمر الذي يخالف لوائح الهيئة الدولية كما هي حال الاتحاد الدولي لكرة القدم. ونقلت صحيفة «الخبر» عن رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد المصري حسن مصطفى قوله: «إن مجلس إدارة الاتحاد سيعتمد على تقارير الاتحاد الجزائري لحسم الموقف». ولم يستبعد المتحدث إقصاء الجزائر من المنافسات الدولية بسبب ما وصفه «بتدخل السلطات الحكومية في شؤون الاتحاد الجزائري لكرة اليد». ويشهد الدوري الجزائري للعبة اضطراباً منذ الموسم الماضي بسبب إضراب ثلاثة أندية عن خوض الدوري، وهي المجمع البترولي ومولودية سعيدة والأبيار، احتجاجاً منها على تغيير نظام المسابقة من مجلس إدارة اتحاد اللعبة برفع عدد الأندية من 14 إلى 20 نادياً. ورفعت الأندية المحتجة القضية إلى المحكمة الرياضية التي أبطلت القرار، غير أن اتحاد اللعبة رفض التراجع عن موقفه مبدياً تمسكاً به، بل وقرر، مع بداية الموسم الجديد، رفع عدد أندية الدرجة الممتازة إلى 24 نادياً في موقف أثار استياء بقية الأندية والمنتسبين للعبة. وأسهم القرار الجديد في صب «الزيت على النار»، ما اضطر وزارة الشباب والرياضة مع مجيء وزيرها الجديد الدكتور محمد تهمي، وهو رئيس سابق لاتحاد كرة اليد، إلى إعلان تجميد مسابقة الدوري حتى تحقيق توافق بين جميع الأطراف حول نظام المسابقة. ووجّه الوزير اتهامات ضمنية لرئيس اتحاد كرة اليد بكونه يقف خلف الأحوال الغامضة للكرة الصغيرة بالجزائر، بسبب رفضه التراجع عن الصيغة التي لم تحقق الإجماع، وهو ما قد يؤثر سلباً في استعدادات المنتخب الأول للبطولة العالمية المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل بإسبانيا. ودعا اللجنة الأولمبية الجزائرية إلى إيفائه بتقارير بشأن وضعية اتحادي كرة اليد والجودو، قبل اتخاد عقوبات في حق المتهمين قد تصل إلى حد فصل رئيس اتحاد الكرة الصغيرة مدى الحياة بحسب ما تم تسريبه قبل أيام. من جانبه، أعرب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة اليد البنيني أريمو منصورو عن «أمله بألا تسارع الهيئة الدولية إلى إقصاء الجزائر من جميع المنافسات الدولية، الأمر الذي يحتم علينا إعادة النظر في تنظيم الجزائر للبطولة الافريقية عام 2014». بدوره، طالب مدرب المنتخب الجزائري صالح بوشكريو بضرورة «التعجيل بحل النزاع، لئلا يؤثر سلباً في تحضيرات لاعبيه لبطولة العالم» المقررة في إسبانيا في يناير المقبل.