غادرت السفينتان الحربيتان الإيرانيتان ميناء بورتسودان الواقع على البحر الأحمر أمس، لكنهما ستبقيان في المياه الإقليمية السودانية حتى الأحد المقبل، ورأت الخارجية السودانية أن تقليص عدد الديبلوماسيين الأميركيين في الخرطوم عقب قصف اسرائيل «مجمع اليرموك للصناعات العسكرية» يُشير إلى إحساس واشنطن بأنها طرف في ما حدث. وودعت قوات البحرية السودانية ضيوفها الإيرانيين بالموسيقى تحية للسفينتين أثناء مغادرتهما الميناء، ورافقتهما زوارق صغيرة حتى اختفتا عن الأنظار، ولوح البحارة الإيرانيون بقبعاتهم تحية إلى نظرائهم السودانيين الذين اصطفوا لوداعهم. ونظمت قوات البحرية السودانية زيارة أسرية مفتوحة لمجتمع بورتسودان وسمحت للسكان بدخول الميناء وتفقد مكونات السفينتين وطبيعتهما، كما سمح لمراسلي صحف محلية هناك بزيارة حاملة المروحيات (خارك) والمدمرة (الشهيد نقدي). وكانت البارجتان رستا في الجزء الشمالي من بورتسودان المدني المخصص لاستقبال البضائع والسلع المعدة للتصدير والمستوردة. وتجول طاقم السفينتين في أسواق بورتسودان وطافوا على بعض المرافق والمحال التجارية، والمواقع السياحية على البحر الأحمر ووجد الضيوف استقبالاً حاراً من المواطنين. وأكد المسؤول في القوات البحرية السودانية اللواء عبدالله المطري أن زيارة السفينتين مخطط لها منذ نحو ثلاثة أشهر، موضحاً أنهما تقومان بمهمات عسكرية روتينية في تأمين المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر في مكافحة القرصنة ومراقبة السفن. وكان الجيش السوداني أعلن أن زيارة السفينتين «ستدعم العلاقات السياسية والأمنية والديبلوماسية القوية بين الدولتين». ورفض وزير الخارجية السوداني علي كرتي، الربط بين السفينتين الإيرانيتين والهجوم الإسرائيلي على «مجمع اليرموك»، وقال فى مؤتمر صحافى إن رسو السفينتين لم يكن سراً، خصوصاً في ظل الرصد والتتبع المستمرين ووصف حركة السفن في الموانئ الدولية المعروفة بالعادية. وشدد كرتي على أن الخرطوم لا تتهم أي جهات إقليميه بالتورط في القصف الإسرائيلي، لافتاً إلى أن إسرائيل تستغل تقنيتها العالية التي تحصل عليها من أميركا لتنفيذ «الأعمال الصبيانية الإرهابية». وكشف وزير الخارجية عن اتصالات جَرَت مع مسؤولين في الخارجية الأميركية إلى جانب اتصالات أخرى بين أجهزة الاستخبارات في البلدين، للحصول على تطمينات بأن السفارة الأميركية في الخرطوم لن تتعرّض إلى مثل ما تعرّضت له من اعتداء خلال الاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام. وفي جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية أن اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان ستجتمع برئاسة وزيري الدفاع في البلدين، في جوبا الإثنين المقبل بمشاركة الوسيط الأفريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكى. وقال كرتي إن وزير الدفاع السودانى تلقى دعوة من نظيره الجنوبي للمشاركة في اجتماع اللجنة بعد تأجيله مرات عدة. واعتبر اجتماع الآلية في التوقيت المختار ضربة للساعين وراء إجهاض اتفاق التعاون المشترك بين البلدين، ووصف كرتي القصف الذي تتعرض له ولاية جنوب كردفان من مقاتلي متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» بالمحاولة اليائسة للتشويش على الاتفاقات، مؤكدا أن تلك المحاولات لن تنجح في حال توافرت العزيمة لدى قيادة الطرفين.