عادت الأعاصير تضرب الولاياتالمتحدة الأميركية مرة أخرى. عاد سعوديون يطرحون الأسئلة نفسها وربما الإجابات نفسها أيضاً: هل "إعصار ساندي" عذاب من الله أم هو مجرد كارثة؟ هل يجب الدعاء عليهم أم لا يجوز ذلك أصلاً؟!... لكن هذه المرة كانت تغريدات كثيرة على صفحات موقع "تويتر"، تجيب عن تلك الأسئلة وإن في شكل غير مباشر. "الداعية" سعد البريك (دكتوراه في الفقه الاسلامي المقارن) دعا الله في تغريدة بأن يحفظ الطلاب السعوديين المبتعثين "ومن معهم" في أميركا من أثار الإعصار. وكتب في تغريدة سبقتها: "أميركا أصابها إعصار فيه نار فاحترقت، "إن ربك لبالمرصاد". تفرجت أميركا على سورية وتحركت في ليبيا لأجل إسرائيل. تتغير الموازين سبحان الله". بينما كتب إمام الحرم المكي السابق عادل الكلباني في تغريدة من دون أن يشير فيها مباشرة إلى الإعصار: "إن شئتَ أن أُطبقَ عليهم الأخشبَينِ؟ فقال النبيُّ: بل أرجو أن يُخرجَ اللهُ من أصلابهم من يعبد اللهَ وحده، لا يشركُ به شيئًا، ليتنا نقتدي"... ورداً على تغريدة قال كاتبها: "هناك نبوءة تقول إن أميركا سيهلكها ربنا، كما أباد وأهلك شعب عاد، وهذا احتمال كبير جداً"، كتب الكلباني متسائلاً: "لو أهلكت أميركا هل سيصحو المسلمون لقيادة العالم أم سينقادون إلى قوة أخرى"؟! وفي تغريدة ثانية كتب إمام الحرم السابق: "بينما رسول الله يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن اسكت فسكت فقال يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً، وإنما بعثك رحمة"، وهو معنى ما ذهب إليه أيضاً البروفيسور في الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود خالد الدويش الذي كتب مغرداً: "قيل يارسول الله: ادعُ على المشركين، فقال: إنِّي لم أبعث لعَّاناً، وإنما بعثتُ رحمة". فيما اعتبر النائب في مجلس الأمة الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي أن الأعاصير من جند الله، وكتب في تغريدته أيضاً: "لله جنود السموات والأرض وها هو شعب أعظم دولة، بالأرض ينقلب حالهم من الأمن إلى الخوف واقتصادهم إلى خسارة". وربط الأستاذ المشارك في قسم العقيدة في جامعة الإمام عبدالعزيز آل عبداللطيف، بين إعصار ساندي والأزمة السورية، مستغرباً من المتباكين على أموات أميركا والرعب الذي يحاصرهم في الوقت الذي لم تتحرك فيه شعرة واحدة من أجل الذي حدث ويحدث في سورية، فكتب: "الشوام يُنحَرون ويُحرَقون ويُسحَقون.. وهو كجلمود صخر! وها قد فاضت عيناه، واستحوذت عليه الأحزان لأجل الأميركان". مضيفاً: "باب الدعاء على المشركين" من صحيح البخاري: قال عليه الصلاة والسلام "اللهم أعنِّي بسبع كسبع يوسف" "اللهم اشدد وطأتك". بينما قال الشاعر عبدالرحمن العشماوي: "طوارئ في شرق أميركا لمواجهة إعصار ساندي، أعاصير الظلم والاعتداء والتضليل أولى بالمواجهة لو كانوا يفقهون". واستغربت الكاتبة الصحافية سمر المقرن من غضب بعض من يقدم نفسه كممثل للدين الإسلامي إذا تمت الإساءة إلى الإسلام، وهم يحملون في داخلهم كل هذا العداء تجاه الشعب الأميركي، ويظهر ذلك جلياً في تغريدهم عن الكارثة. وتابعت: "لو تم سن قانون صارم يحاسب المسيئين للأديان، فلن يتبقى إلا قلة من المسلمين خارج السجون"، على حد وصفها. فيما اعتبرت الكاتبة الصحافية حليمة مظفر بأن "العجز عن التفوق هو من يقف وراء هذه التغريدات"، وأضافت: "حين يكون الإنسان عاجزاً عن مواجهة تفوق الآخرين، فإن قلبه يملأه الحقد والحسد، ولهذا نقرأ دعوات هؤلاء ضد الإنسان هناك.. مؤسف فعلاً". فيما اكتفى الإعلامي الرياضي بتال القوس بدعوة ربه بأن "يحفظ أصدقائنا الأميركيين وطلابنا المبتعثين". في حين أخذ الكاتب الاقتصادي عصام الزامل الموضوع إلى جانب آخر وغرد متندراً: "كيف يمكن أن يؤثر فينا الإعصار لو ضرب سواحل أميركا؟ يخرب محصول الذرة... يرتفع سعر الذرة... ترتفع أسعار الدجاج عندنا". وكتب سلمان العودة تغريدة تسخر بشكل مبطن من الذين يسخرون من أميركا، وذيّلها بسؤال مباشر: "إدارة مؤسسية تتوقع الكوارث فلا تُفاجأ بها وتستعد لتحجيم ضررها... أين نحن من هذا؟". وذهب الإعلامي جمال خاشقجي بعيداً، حين كتب مغرداً: "تعشق الإخباريات الأميركية الإثارة، يدفعون بمراسلهم إلى طرف الشاطئ وسط رياح عاتية وموج ومطر كي يصرخ قائلاً: العاصفة اشتدت هنا، لا أرى شيئا الآن".