مجنونة كما يقولون، لكنها في أعماق تفاصليها ليست أكثر من أرقام ومعدلات بسيطة، هكذا تترجم كرة القدم، إلى صور تعكس ما قدمه هذا وذاك، فنعرف كيف تخطى طرف الآخر، نبحث عن الفائز في معدلاته، ونسلط الضوء على عوامل سقوط الخاسر. في «دربي» الاتحاد والأهلي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا نجح الأول بخطف فوز ثمين، ضمن من خلاله دخول لقاء الليلة بثقة أكبر، لكنه لم ينجح سوى في قطع نصف الطريق، فحلم بلوغ النهائي القاري الأهم لا يزال مرهوناً بقدرة «العميد» على الحفاظ على عذرية شباكه على أقل تقدير، أو تحقيق النصر ليخطف البطاقة الأكثر كمالاً، طموحات الفريق الأصفر التي تشعلها سنين من الخبرة ستصطدم بعطش أهلاوي مخيف، فال «القلعة» لن تعرف اليأس، وهي ترى اللقب القاري على بعد «هدفين نظيفين» ومباراة نهائية، وسيبحث الخط الهجومي الناري عن تفكيك الدفاعات الاتحادية، وإيقاف طموحاته. على الورق تبدو فرص التأهل متاحة للطرفين والأحداث الاستباقية أو التوقعات المبنية على التخمين ما عادت قادرة على فك شفرة كرة القدم، فمن توقع أن تكفي الخبرة الاتحادية وحدها، لتحويل طموحات الأهلي إلى أوهام صدم بلقاء الذهاب، وهو يرى الأهلي قاب قوسين أو أدنى من التسجيل، وفي المقابل صدم أيضاً من انتظر أن تحضر القوة الهجومية الأهلاوية كسلاح مدمر للاتحاد. لقاء الذهاب انتهى بهدف نظيف لا أكثر، على رغم أن المباراة كانت حامية من الطرفين بأكثر من 36 هجمة حقيقية وعشر تسديدات مباشرة على المرمى، وأرقام أخرى كثيرة «الحياة» تسلط الضوء على تفاصيل لقاء الاتحاد بالأهلي قبل ساعات من لقاء الإياب القاري المنتظر، وتفتح ملفات المباراة كافة، لنسلط الضوء على أبرز أسباب التفوق الاتحادي، وفي المقابل الأسباب التي غيبت الأهلي.