أحالت «مزحة»، الفرح بزفاف الشاب عبد الهادي، إلى «حزن وألم»، بعد أن عمد أصدقاؤه لتقييد يديه، وحلق شاربه قبل دخوله على زوجته في صالة الأفراح. وعلى رغم أن بدايتها كانت «مزحة» إلا أنها تحولت إلى «شجار كبير»، دخل بسببها أشخاص إلى المستشفى، وهم يعانون «كدمات ورضوضاً وجروحاً»، فيما تأخر الزفاف، وكاد يلغى لولا، تدخل إخوانه. وكانت البداية حين خطط الأصدقاء، ل «مقلب» لصديقهم، الذي لم يعتقهم من مقالبه «الثقيلة»، فكان الاتفاق على حلق شاربه قبل دخوله إلى صالة الاحتفال، إذ تنتظره زوجته. ويقول محمد (أحد الأقارب): «تفاجأنا بأصدقاء العريس الثلاثة، وهم يمسكون بيديه ووجهه، وقام أحدهم بوضع معجون الحلاقة، قبل أن يخرج شفرة، ويبدأ في حلق شاربه، ما أثار غضب أقاربه، الذين اشتبكوا بالأيادي مع الأصدقاء، ووقع الشجار». ويضيف محمد، «علمنا فيما بعد أن عبد الهادي لم يسلم من مقالبه أحد، ففي زواج أحد أصدقائه وضع له قطرات تسبب الإسهال في الشاي، ما جعله يتألم كثيراً. وكادت تنتهي ليلة زفافه في المستشفى»، مضيفاً أن «آخر أخبرنا أنه فوجئ ذات يوم بثعبان تحت قدمه، كان عبد الهادي وضعه، ما يفسر حماس أصدقائه للانتقام منه، بطريقته». وفي حادثة أخرى، كاد يفقد شاب حياته بسبب «مزحة»، كان بطلها أحد أصدقائه، الذي تعمد تغطية عينيه، وهو يقود السيارة بسرعة كبيرة، ما جعله ينحرف عن الطريق، ويرتطم في خرسانة أسمنتية على جانب الطريق. أما فاطمة فكُتبت لها حياة جديدة، بعد أن أخطأت رصاصة طائشة رأسها، انطلقت من بندقية زوجها. وتقول: «كان زوجي يعمد لإخافتي، وتوجيه بندقية الصيد إلى رأسي. وكنت أصرخ عليه بأن يبعدها. لكنه رفض، بحجة أنه متأكد من إفراغها من الرصاص. وبعد جدل أطلق الرصاصة، ومرت من جانب رأسي، ولولا هذا الجدل وإبعادي لفوهة البندقية بسرعة، لكنت من الأموات، بسبب مزحة». وفي حادثة وصفها كل من سمع بها ب «الغباء»، كاد أبوان أن يفقدا حياتهما، حين تلقيا اتصالاً من أحد زملاء ابنهما في العمل، يفيد بأن حادثة مرورية وقعت لابنهما، ومات. وبمجرد سماع هذا الخبر المكذوب، أصيبت الأم بانهيار عصبي، ودخلت في غيبوبة. بينما عانى الأب من ارتفاع حاد في ضغط الدم، كاد أن يتسبب له في جلطة. وترجع الحكاية إلى أن زملاء في العمل تراهنوا على أن من يقوم ب «أنذل مزحة»، سيدفع له الباقون مبلغاً من المال. ما جعل المتصل يتناسى الخطورة المتوقعة من هذه المزحة. و فقد رضي، النطق لأشهر، بعد تعرضه إلى «مقلب» غير متوقع من أصدقائه. وترجع القصة إلى قيام أصدقاء بتحدٍ لصديقهم بأن يدخل مغتسل الموتى المرفق بالمقبرة، بعد منتصف الليل، ويحضر قطناً من داخل المغتسل، على أن يعطوه 500 ريال، بعد تنفيذ المهمة. واتفق الأصدقاء مع شخص بأن يختبئ في خزانة المغتسل، وهو يرتدي كفناً، ويضع على وجهه مسحوقاً أبيض. وفور دخول محمد لأداء المهمة تفاجأ، بخروج الشاب، وهو على هيئته، ما جعل الشاب يدخل في إغماءة، فقد بعد إفاقته منها النطق لأشهر، وأُجهدت عائلته في البحث له عن علاج. ولم يكن حال رضي، أقل سوءاً من حال شاب في محافظة القطيف، تراهن أصدقاؤه معه بأنه إذا استطاع أن يغرس سكيناً بجوار قبر، أحاطت به الكثير من القصص الخرافية المرعبة، ويرجع بعد ذلك، أن ينال مبلغاً من المال. وحين أراد الشاب تنفيذ المهمة في منتصف الليل فوجئ بعد غرسه السكين، بمَنْ يشد كم ثوبه، فسقط ميتاً. وبعد التحقق وجدوا أن السكين انغرست في ثوبه، واستقرت في التراب، فظنها ميتاً يسحبه إليه. ولكن «المزحة» تحولت إلى «مأساة كبيرة».