يضم «إقليم شرق المتوسط» التابع لمنظمة الصحة العالمية، الدول العربية (باستثناء الجزائر)، إضافة إلى إيران وباكستان وأفغانستان. يعتبر إقليم شرق المتوسط فتياً، فقرابة 12 في المئة من السكان تقلّ أعمارهم عن الخامسة، و20 في المئة من السكان هنّ نساء في سن الإنجاب. شهد الإقليم بين عامي 1990 و2012 انخفاضاً بنسبة 32 في المئة في وفيات الأطفال دون الخامسة، و42 في المئة في وفيات الأمهات. تتسبب الإصابات وأعمال العنف في قرابة 11 في المئة من الوفيات في الإقليم، مع زيادة كبيرة في الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق. في العام 2011، خلت 21 دولة من بلدان الإقليم من شلل الأطفال. تستخدم 31 في المئة من النساء المتزوجات في الإقليم، موانع حمل حديثة للمباعدة بين أحمالهن. يعاني ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان الإقليم من اضطرابات خطيرة في صحتهم النفسية، ولا يتيسّر لهم الحصول على علاج مناسب. يتأثر 37 مليون شخص في 13 دولة من دول الإقليم، بأحوال طوارئ مستمرة منذ زمن. أضيف مقعد جديد ل «إمرو» باسم «دولة جنوب السودان». فإثر إعلان استقلالها في 7 تموز (يوليو) 2011، استكملت جمهوريّة جنوب السودان إجراءات انضمامها إلى عضويّة الأمم المتّحدة، وتلا ذلك نيلها عضوية المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، مثل منظّمة الصحّة العالميّة. وأصبحت الدولة ال 194 في عضوية المنظمة الأخيرة. وحصلت استطراداً على عضوية في لجنة دول إقليم شرق المتوسّط. في كثير من دول إقليم شرق المتوسط، تحوّلت الطرقات ساحات مفتوحة لحروب يومية تدور رحاها على مدار الساعة، فتحصد الأرواح وتثقل أكلاف رعاية الإنسان وصحته نفسياً وجسدياً، مع ملاحظة أن تلك الأكلاف باهظة أصلاً. فبحسب «إمرو»، تفقد دول شرق المتوسط 150 ألف مواطن سنوياً على الطرقات، إضافة إلى وقوع قرابة ثلاثة ملايين إصابة سنوياً بأثر من حوادث السيارات والمركبات الآلية. وترجم ذلك نفسه بأن حلّت حوادث في المرتبة السادسة على قائمة أسباب العبء المرضي في دول شرق المتوسط. يعاني الإقليم مشكلات صحيّة ما كان ينبغي لها أن تظل موجودة في القرن ال21! ومثلاً، يموت سنوياً في دول شرق المتوسط قرابة نصف مليون مولود، إضافة إلى مليون و115 ألف وفاة لأطفال دون سن الخامسة. وتضاف إلى هذه القائمة وفيات الأمهات في دول الإقليم البالغ عددها سنوياً قرابة 52 ألف وفاة. والأدهى من ذلك أن المعلومات المتوافرة حول طبيعة الأمراض التي تسبب وفيات الأمهات ليست واضحة، بل تتسم بالضعف الشديد. ويضاف إلى هذه الصورة القاتمة، محدودية الحصول على الخدمات الصحية، ما يحول دون وصول المواطنين إلى علاج مناسب لأمراض قد تساهم في هذه الوفيات. وبالاختصار، فمن الواضح أن أوضاع كثير من الأمهات في دول الإقليم ومواليدهن وأطفالهن، تسير في دائرة مفرغة!