كشفت منظمة الصحة العالمية أن الأوضاع الصحية لسكان إقليم شرق المتوسط تشهد تغيرات سريعة بفعل التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتحولات الديموغرافية والوبائية المتطورة. وأشار تقرير صادر عن المنظمة إلى ارتفاع معدلات الأعمار في الإقليم إلى أكثر من 12 عاما، ما بين 1980 و2007 ليصل إلى "70" عاماً، محققاً بذلك أعلى مكسب لأي إقليم في العالم، فيما انخفضت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة من "100" وفاة لكل 1000 وليد حي في عام 1990، لتصل إلى "68 " وفاة لكل 1000 وليد حي عام 2008. وبحسب التقرير فقد أحرزت السعودية تقدما ملحوظا في خدمات الرعاية الصحية خلال السنوات الماضية انعكست إيجابا على مؤشرات الرعاية الصحية لسكان المملكة، حيث تشير الإحصائيات إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من "44" حالة لكل ألف مولود حي عام 1990 إلى "19,1" حالة لكل ألف مولود حي، فيما انخفض معدل وفيات الرضع من "34" حالة لكل ألف مولود حي عام 1990 إلى "16,5" حالة لكل عشرة آلاف مولود حي، في حين انخفض معدل وفيات الأمهات من "48" حالة لكل عشرة الآف ولادة حية عام 1990م إلى "14" حالة لكل عشرة الآف ولادة حية، وارتفع بذلك متوسط العمر المأمول عند الولادة ليصل إلى "73,7" عام 2010م. وأوضح تقرير حديث أصدرته المنظمة لإقليم شرق المتوسط في جنيف أمس أن هناك 14 بلداً تعتبر خالية من الملاريا حالياً، كما أن 20 بلداً من بلدان الإقليم خالية من شلل الأطفال، فيما بلغ معدل المناعة الروتيني ضد الأمراض المحصنة باللقاحات فوق "85%"، وبلغ معدله في السعودية فوق "97%" وذلك على مدى السنوات الخمس المنصرمة. وأبان التقرير أنه بالرغم من الإنجازات الكبيرة التي تحققت في الكثير من البلدان، إلا أن وفيات الأطفال دون الخامسة ما تزال مرتفعة في بعضها، إذ يقدر أنها وصلت إلى 68 لكل ألف مولود حي، وينسحب ذلك أيضاً على معدل وفيات الأمومة في الإقليم، حيث يقدر أنه بلغ "250" وفاة لكل مليون مولود حي "وفي المملكة 14 لكل مائة ألف مولود حي". وعلى صعيد آخر، فقد كشف التقرير أن الأسباب الرئيسية للوفيات التي يدركها المخططون الصحيون في الإقليم وينفذون الخطط الصحية للوقاية منها هي الأمراض غير السارية المسؤولة عما يربو على "50%" من الوفيات وهي داء السكري، والأمراض القلبية الوعائية، والسكتات الدماغية والأمراض التنفسية المزمنة، والسرطان، وأكثر من"60%" من العبء المرضي في الإقليم. وأضاف التقرير أن معظم الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية أو غير المعدية سببها الأمراض القلبية الوعائية والسكري، وأمراض السرطان، وأمراض الرئة المزمنة، وتشارك هذه المجموعات الأربع من الأمراض وإلى حد كبير في عوامل الخطر ذاتها، وهي تعاطي التبغ، وقلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي. ويشير التقرير إلى أن معدل انتشار التدخين بين البالغين يرتفع ليصل إلى "50%" في معظم البلدان كما أن أكثر من "50%" من النساء في هذا الإقليم يعانين من زيادة الوزن. كما سجل الإقليم أعلى المعدلات فيما يخص عدم كفاية النشاط البدني والإصابة بالسكري، مؤكداً أهمية إعطاء أولوية أعلى لتنفيذ الالتزامات والاتفاقات لمكافحة هذه الأمراض غير المعدية، كما أن النهج والسياسات الإيجابية التي تتبناها الدول في الإقليم لمكافحة هذه الأمراض غير السارية والالتزام الكبير من المسؤولين عن الصحة في بلدان الإقليم ومشاركتهم في فعاليات اجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية في دورتها "65" يبعث على الأمل ويشجع على الاستمرار في دعم هذه الدول في خططها الطموحة. وستعمل المنظمة عن طريق مكتبها بالإقليم إلى تعزيز قدرات هذه الدول لبلوغ المرامي الإنمائية ذات الصلة بالصحة.