اختتمت في مدينة تاورمينا الصقلّية الإيطالية الدورة ال14 لمعرض الانتاج التلفزيوني الإيطالي بحضور مندوبين عن أكثر من خمسين دولة. وشارك في المعرض للمرة الأولى وفد من المملكة العربية السعودية ممثلاً بالمدير العام للقناة السعودية الثانية الدكتور محمد باريّان والمشرف العام على قناة «الإخبارية» مجرّي القحطاني. المشرفون على المعرض أشادوا بهذا الحضور واعتبروه «خطوة أولى صوب ترسيخ علاقات تعاون مثمرة». وعن الحضور العربي، قال المدير المفوّض لمؤسسة «راي تريد» كارلو نارديللو: «إن حضور الصديقين باريّان والقحطاني يشكّل نقلة نوعية في علاقاتنا مع تلفزيونات العالم العربي ونأمل أن تُفضي علاقاتنا في المستقبل إلى تمتين عرى التعاون في مجالات التدريب وتبادل الإنتاجات». ولم يستبعد نارديللو أن تشهد العلاقات «إمكانات إنتاج مشترك في المستقبل». اما القحطاني فاعتبر حضور المعرض «تجربة جديدة وتطويراً لفكرة الالتقاء بالثقافات الأخرى، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بمبادرته حول الحوار بين الحضارات والديانات من أجل بلوغ عالم خال من الصراعات التي تستخدم العقيدة غطاءً لمآربها السياسية». وأضاف القحطاني: «خلال لقاءاتنا بالمشاركين في المعرض والمنظمين الإيطاليين، لمسنا تقديراً كبيراً لمبادرات خادم الحرمين الشريفين وللدور الريادي للمملكة سياسياً وتاريخياً»، إلاّ أنه شدد على أن المحاورين الإيطاليين اشتكوا من ضآلة المعارف والمعلومات الدقيقة عن العالم العربي والإسلامي، «ما يضع علينا مسؤولية تطوير مستمر لأدواتنا الإعلامية بالذات في إطار نقل الصورة الحقيقية عن مجتمعاتنا وتضييق مساحات التضليل التي تمارسها أجهزة إعلامية وسياسية لها مآربها الرامية الى تعتيم صورة المجتمع العربي والإسلامي». وتابع: «على رغم أن هذا الملتقى قائم على التجارة والتعريف بالإنتاج التلفزيوني الإيطالي، فإننا استفدنا من المناسبة للتعريف بوجهة النظر العربية القائمة على أساس مبادرة خادم الحرمين الشريفين». وحول نتائج اللقاءات التي عقدها وزميله باريّان مع الجانب الإيطالي والمسؤولين في التلفزيون الإيطالي الحكومي قال القحطاني: «مبدئياً اتفقنا على ضرورة التواصل في تبادل وجهات النظر والبحث في إمكانات تدريب الكوادر التلفزيونية وتكثيف الزيارات لمسؤولي القنوات ووضع أسس التبادل البرامجي». وأضاف: «لقاءاتنا المستقبلية ستُساهم في التعريف بحقيقة المجتمع العربي في شكل يؤثر، إيجابياً، في بروز صورة العربي والمسلم والبلدان العربية في شكل صادق وغير محرّف في الأعمال التلفزيونية في المستقبل». وحول إمكانات الانتاج التلفزيوني المشترك بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا قال القحطاني: «تتطلب هذه المرحلة من العلاقة والتعاون ظروفاً وموازنات مختلفة، وهي رهينة بالتطورات المستقبلية وبالمشاريع المحددة. ما هو مهم هو أننا فتحنا الطريق أمام أفق تعاوني إيجابي». واعتبر القحطاني مشاركته في هذا المعرض جزءاً من الجهود المبذولة من التلفزيون السعودي في الانفتاح على تجارب القنوات الدولية والاستفادة منها. وقال: «قبل فترة قصيرة زرت قناة «روسيا اليوم» وزارنا في المملكة وفد من القناة نفسها، وتوصّلت لقاءاتنا معهم إلى مذكرة تفاهم وقّعنا عليها في الرياض تفتح آفاق التعاون المشترك. كما أنني على وشك زيارة لندن ولقاء مسؤولي قناة «بي بي سي». إذ لدينا رغبة كبيرة وصادقة في الاستفادة من تجارب الآخرين». وأشار القحطاني الى عزم القناة على تطوير «خطة برامجية جديدة تتضمن حوالي 10 برامج تتناول موضوعات من بينها الاقتصاد والسياسة والرياضة والقضايا المحلية من دون إغفال ما يحدث في العالم من تطوّرات مهمة ومؤثرة». يُذكر أن القحطاني تولّى مهمة الإشراف على قناة «الاخبارية» منذ بضعة شهور، وهو عازم على تطويرها وجعلها تتنافس على قدم المساواة مع القنوات الإخبارية، «من دون تناسي خصوصيتنا كقناة حكومية».