فتح مطوفون ومطوفات سعوديون ملف «الوراثة» في مؤسسات الطوافة، بالإعلان عن تأسيس جمعية «مطوفات بلا حدود» على غرار منظمات دولية منتشرة حول العالم تسهم في تطوير المهن المعنية بها، وذلك لتمكين بنات المطوفين من الحصول على إرث آبائهن في مؤسسات الطوافة، في الوقت الذي أكد المتحدث الرسمي ووكيل وزارة الحج حاتم قاضي ل «الحياة» على وجود نظام جديد يحتوي على بنود تتعلق بتوريث المطوفات للمهنة رفع لمجلس الوزراء لدراسته، مبيناً أن النظام الجديد ستتم من خلاله هيكلة مؤسسات الطوافة. وسيعكف المطوفون في لقاء وزير الحج الدكتور بندر حجار بعد انتهاء موسم الحج مباشرة على إيجاد مخرج شرعي لتوريث المهنة، باعتبارها من القضايا الشائكة التي سيكون لها شأن كبير مستقبلاً. وقالت الأكاديمية المختصة بالإدارة والتخطيط التربوي في جامعة أم القرى الدكتورة وفاء محضر ل «الحياة»: «إنها أثارت موضوع التوريث وبقوة مع وزير الحج في لقاء جمعها به أخيراً»، مضيفة «وسنتابع معه بعد الحج لوضع الحلول المناسبة لتوريث المهنة كونه موضوعاً شائكاً ويجب عرضه على جهة مؤسسية وشرعية». وأكدت الدكتورة محضر رفض المطوفات منع توريثهن المهنة لأبنائهن، معتبرة أن رفض التوريث أمر ليس بالهين «ويدخل في متاهة كبيرة، والحل بيد الشرع». ورأت أنه لو تم العمل بتوريث مهنة الطوافة سنرى جميع الأسر المكية تدخل في مهنة الطوافة وريع الأسهم ولن يوجد عمل مدفوع، مؤكدة رغبتها في بقاء شرف مهنة الطوافة رغم قلة العوائد المادية فيها. وبينت محضر أن أسرتها تمارس مهنة الطوافة منذ أكثر من 300 عام تقريباً منذ عهد جدها المطوف عبدالله محضر، كاشفة عن أنها بصدد تكوين لجنة تحت مسمى «مطوفات بلا حدود»، مشيرة إلى أن والدها بعد وفاته قسم عليهم ريع الأسهم بالمؤسسة وفقاً للشرع واستمر الأمر حتى الآن. وأشارت إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في جهل الكثير من الكتاب بمهنة الطوافة جراء الخلط بين مهماتهم العملية ومهمة حجاج الداخل، مفيدة بأنها تعمل حالياً على تغيير المفهوم من خلال الرد على المغالطات المنتشرة من خلال وسائل الإعلام. من جهته، أوضح المطوف السعودي عثمان إدريس ل «الحياة» أن نظام الطوافة يمكن أبناء الظهور (الظهور تعني الرجال) من وراثة المهنة لذلك ترث المطوفة من والدها ولا تورث. ويرى إدريس أن نظام التورث في الطوافة عادل بحرمانه أبناء المطوفة من وراثتها، مبيناً أن النظام يسمح لأبناء البطون بالوراثة من المشاريع الاستثمارية المنفذة من المؤسسة. وأفاد بأن منع أبناء البطون من الوراثة لها أبعاد كثيرة أهمها الحذر من عدم تمكين الزوج الوافد، أو ابنها منه من تورث المهنة للتربح منها دون دراية بالمهنة، مشيراً الى أن الأمر قد يتطور لاحقاً لدخول أسر كثيرة عن طريق أبناء البطون. وتحدث عثمان عن المقارنة بين نظام التورث في مهنة الطوافة بنظام التوريث في الوقف الشرعي بالاستدلال بقصة شقيقته المطوفة التي تحصل على أرباح من أسهم والدهما المتوفى، مضيفاً «ولا يطبق نظام الوراثة الشرعي في المهنة إلا سنة وفاة المطوف الأب». وأشار إلى أنه وبعد عام الوفاة يحق للمطوفة الوارثة في الأعوام التالية مقاسمة شقيقها مناصفة. وزاد: «عند وفاة المطوفة تورث اسمها لأشقائها أو أقاربها من الدرجة الأولى، ولا يورث أبناء المطوفة إلا إن كانوا من الأساس مطوفين ومساهمين في مؤسسة الطوافة». بدورها، بينت الأكاديمية المتخصصة في المناهج وطرق التدريس المشرفة التربوية المطوفة فاتن محمد حسين ل «الحياة» أنها تعمل بالمهنة نيابة عن والدها منذ خمس سنوات، مؤكدة أنها ستورث أبناءها المهنة كونها ابنة وزوجة مطوف. وترى أن مسألة التوريث في مهنة الطوافة بحاجة لدراسات شرعية من جوانب عدة لحسم الأمر وتحديد كيفية وراثة أبناء المطوفين للمهنة لأن الجدل حولها كثر والآراء مختلفة ومتنوعة.