مقاطعة هناك ووصلٌ هنا، عزوف وجلد ذات وإقبال بحذر، فعلى رغم الحملة الشعبية التي قام بها الكثير من السعوديين لمقاطعة الدجاج ومحاولة الاستغناء عنه ودفعه خارج مربع السفرة وإحلال بدلاء له كالسمك واللحم، أو الاكتفاء بتناول الخضار على موائدهم، وبالأخص بعد ارتفاع أسعاره في الآونة الأخيرة، بيد أن الدجاجة الحاضر الأكبر على سفرهم في حملات الحج بواقع 560 ألف حبة دجاج خلال أيام الحج الخمسة والتي يقضون غالبية أيامها في مخيماتهم في عرفات ثم مزدلفة ومنى. لغة الأرقام التي لا تكذب دائماً بينت أن غالبية السعوديين لا يستغنون عن الدجاجة الحاضر الأكبر على موائد حملات حجيج الداخل التي قالت إن متوسط استهلاك الحملة الواحدة في اليوم الواحد يقرب من 50 كرتون دجاج بمعنى أنهم «يفترسون» قرابة 112 ألف دجاجة يومياً في 224 حملة مصرحٍ لها في حج هذا العام بواقع ربع دجاجة لكل حاج مشترك في الحملة حسبما ذكر أحد مشرفي الحملات. «بنات المؤذن» أكدن على استحواذهن على نصيب الأسد من بطون السعوديين، الأمر الذي أكده أبو محمد أحد مشرفي حملات الداخل والذي أفاد في حديثة إلى «الحياة» أن غالبية الحجاج السعوديون المشتركين في حملته يفضلون تناول الدجاج في وجبات غدائهم وعشائهم. وأضاف: «توفر الحملة يومياً ما بين 60 إلى 50 كرتون دجاج لإعداد مختلف انواع الطعام في الحملة إلا أن الملاحظ عليهم هو تفضيلهم للدجاج على اللحم ومختلف الأصناف الأخرى التي تقدم لهم». فيما أتت المقاطعة التي بدأت منذ الثالث عشر من ذي القعدة احتجاجاً على ارتفاع سعر كرتون الدجاج من 84 ريالاً إلى 91 ريالاً والتي لاقت رواجاً واسعاً لدى شريحة كبيرة من مستهلكي الدجاج في المملكة والتي أدت إلى تدخل وزير التجارة بإخضاع الدجاج لأحكام السياسة التموينية واعتباره من السلع التموينية الرئيسة، إضافة إلى إصدار قرار بتعليق تصدير الدجاج حتى اكتفاء السوق المحلي واستقرار الأسعار، إضافة إلى اجتماعه بعدد من منتجي الدواجن ومطالبته لهم بتقديم مبادرات تسهم بتخفيض أسعاره المرتفعة.