قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، اليوم (السبت)، إنها ستفعل كل ما بوسعها لمحاربة معاداة السامية في ألمانيا، وسط تقارير عن هجمات وتصاعد في المشاعر المناهضة لإسرائيل، منذ الصراع في غزة. وفي كلمتها الصوتية الأسبوعية، أعربت مركل عن قلقها لأن المؤسسات اليهودية في ألمانيا ما زالت بحاجة لحماية الشرطة، ودعت إلى مشاركة كثيفة في مسيرة مناهضة لمعاداة السامية، في برلين، مطلع الأسبوع المقبل، وتعتزم إلقاء كلمة خلالها. ومعاداة السامية قضية تثير حساسية شديدة في ألمانيا، بسبب المحرقة النازية، وانتقدت السلطات ووسائل الإعلام ترديد هتافات ضد إسرائيل واليهود، في مسيرات للاحتجاج على صراع إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في قطاع غزة. وفي تموز (يوليو) الماضي، أُلقيت قنابل حارقة على معبد يهودي بمدينة فوبرتال الغربية، وتعرّض رجل يرتدي قلنسوة للضرب في شارع ببرلين. وقالت مركل، بدون الإشارة إلى وقائع بعينها، أو ذكر أي سياسات جديدة: "سأفعل شخصياً كل ما هو بوسعي، وكذلك حكومتي بأكملها، كي لا يكون هناك مكان لمعاداة السامية في بلادنا". وأضافت أنه تم احياء الثقافة اليهودية في ألمانيا، منذ الحرب العالمية الثانية، وقالت "نحن فخورون وسعداء بأن إثراءها كان ممكناً في السنوات الأخيرة". وكان أكثر من نصف مليون يهودي يعيش في ألمانيا، عندما تولى النازيون السلطة عام 1933. وتراجع عددهم إلى نحو 30 ألفاً بعد أعمال القتل الجماعي والهجرة، ولكن أعداد اليهود ارتفعت من جديد، ووصلت إلى نحو 200 ألف شخص. وقالت مركل إنها تتمنى مشاركة أكبر عدد ممكن من الألمان، في مسيرة ينظمها المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوم 14 أيلول (سبتمبر)، عند بوابة براندنبورج، في برلين. وأضافت: "عسى أن يشارك أكبر عدد ممكن، لتوضيح أن كل من يعيش هنا سيحظى بالحماية"، مشيرة إلى أنه "أمامنا الكثير من العمل.. نرى أنه لا توجد مؤسسة يهودية واحدة في ألمانيا لا تحظى بحماية الشرطة.. هذا أمر يقلقني كثيراً". وتحرس الشرطة المسلحة المدارس والمتاجر والمباني والمعابد اليهودية بانتظام.