تضاربت الأنباء حول مخططي التفجير الانتحاري الذي استهدف حشداً ضم مسؤولين إقليميين وأمنيين أدوا صلاة عيد الأضحى المبارك داخل المسجد الرئيسي في ميمنه، عاصمة ولاية فارياب شمال أفغانستان، وأسفر عن سقوط 42 قتيلاً، نصفهم من رجال الأمن، وحوالى 70 جريحاً. ولمحت مصادر أفغانية اتصلت بها «الحياة» إلى احتمال ارتباط التفجير بخلافات بين قائد شرطة الولاية عبد الخالد اقصاي الذي حضر الصلاة وعصابات تهريب المخدرات الكثيرة في المنطقة، فيما لم تستبعد مصادر اخرى وقوف دول مجاورة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة خلف التفجير. لكن السفارة الاميركية لمجت الى مسؤولية حركة «طالبان» التي لم تتبن العملية حتى المساء. وأعلن لال محمد احمد زاي، الناطق باسم شرطة فرياب، أن تحقيقات أولية كشفت تفجير الانتحاري الذي ارتدى بزة الشرطة، مواد ناسفة حملها فور ركوب اقصاي سيارته، من دون أن يلحق ذلك أذىً به، في مقابل سقوط 20 شرطياً على الأقل. وشهدت ولاية فارياب عمليات سابقة ل «طالبان»، لكنها تظل هادئة نسبياً مقارنة بالولايات جنوب البلاد وشرقها. كما تشكل ممراً ومعبراً للتبادل التجاري بين تركمانستان وأفغانستان، وتنشط فيها جماعات تهريب المخدرات إلى دول وسط آسيا وإيران. أما استهداف «طالبان» للقوات الحكومية والمسؤولين فزادت مع استعداد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) للانسحاب بحلول نهاية 2014، وتسليم مسؤوليات الأمن بالكامل إلى القوات المحلية التي يخشى أن يؤدي عدم جاهزيتها إلى توسيع الحركة نشاطاتها ونفوذها في البلاد. ودان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الاعتداء بشدة، واعتبر في بيان أن «الذين يقتلون المسلمين في عيد الأضحى لا يمكن اعتبارهم بشراً أو مسلمين». أما السفارة الأميركية في كابول فأعلنت أن الاعتداء «يدل على أن المقاتلين لا يحترمون ديناً ولا عقيدة، ولا يأبهون بأمن الشعب الأفغاني». وفي كلمة ألقاها لمناسبة عيد الأضحى، جدد كارزاي دعوته «طالبان» إلى إلقاء السلاح والالتحاق بالعملية السلمية التي تنفذها حكومته، بدعم من الأميركيين، وقال: «إذا أردتم دخول الحكومة فمرحباً. هذا حقكم كأفغان ومسلمين». وخالف ذلك، دعوة زعيم «طالبان» الملا محمد عمر، في كلمة وجهها إلى الأفغان أول من امس بمناسبة عيد الأضحى، عناصر أجهزة الأمن الحكومية إلى تكثيف هجماتهم على القوات الأجنبية، والتي وصفها بأنها «عمليات فدائية جريئة تقصم ظهر العدو».