خرج آلاف المتظاهرين في عدة مناطق سورية أمس للمطالبة بإسقاط النظام، في ما أطلق عليه اسم جمعة "تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار" في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال الأعمال في سورية على الانضمام للانتفاضة. وشملت أحياء عدة في مدينة حلب وريفها، وحماة وريفها، ودمشق ودرعا للمطالبة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التظاهرات جرت "رغم التواجد الأمني الكثيف" و"الاشتباكات العنيفة" في عدد من المناطق. وأفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب وريفها محمد الحلبي بخروج آلاف المتظاهرين في أحياء المدينة، أكبرها في أحياء صلاح الدين وبستان القصر والشعار. وركزت الهتافات على "التنديد بخطة المبعوث الدولي كوفي عنان وطالبت بالتدخل العسكري الفوري، وهتفت لشهداء مجزرة القبير وحيت تجار دمشق وحلب على الإضراب" الذي نفذوه الأسبوع الماضي على مدى ثلاثة أيام احتجاجا على مجزرة الحولة في محافظة حمص. وأشار الحلبي إلى أن قوات الأمن واجهت المتظاهرين بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، واعتقلت العشرات منهم. وفي دمشق، "خرجت تظاهرات في أحياء المزة والميدان وكفرسوسة والقدم وسوق سريجة، هتفت لإسقاط النظام وإعدام الرئيس"، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي الذي أشار إلى أن عناصر الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين وشنوا حملة اعتقالات. وقال إن اشتباكات وقعت في كفرسوسة بين "عناصر الشبيحة والجيش السوري الحر". وقتل سبعة أشخاص بينهم أربعة عناصر على الأقل من قوات النظام في انفجارين استهدفا مركزا أمنيا في محافظة إدلب وحافلة في قدسيا في ريف دمشق. وخرجت تظاهرات في أحياء اللاذقية "هتفت لأهالي الحفة الجريحة والمدن المنكوبة بالرغم من التواجد الأمني الكثيف". وذكرت الناشطة سيما نصار أن تظاهرات يوم أمس هي الأكبر في اللاذقية منذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس 2011، "لأن الأمن مشغول عن قمع التظاهرات في أحداث الريف الذي يتعرض لقصف القوات النظامية وعمليات عسكرية". وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، خرجت تظاهرات في أحياء من مدينة القامشلي وبلدات في المحافظة أبرزها عامودا والدرباسية والقحطانية ورأس العين "تنديدا بمجازر النظام وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، ومنهم ناشطون إعلاميون" أكراد، بحسب ما أفاد ناشط كردي. وفي غضون ذلك وصل وفد من المراقبين الدوليين إلى قرية القبير حيث وقعت الأربعاء مجزرة قتل فيها العشرات. وقال المكتب الإعلامي للثورة في حماة في اتصال عبر سكايب إن "المراقبين وصلوا إلى القبير"، وهي عبارة عن مزرعة واسعة تضم حوالى 15 منزلا. وقد قتل في القبير أكثر من 50 شخصا بالقصف وبإطلاق الرصاص وبالسكاكين، بحسب شهود. إلى ذلك حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الوضع "بالغ التوتر" في العديد من مناطق سورية ما يدفع إلى عمليات نزوح بين السكان. وقال المتحدث باسم المنظمة هشام حسن في لقاء صحفي "حاليا الوضع بالغ التوتر ليس فقط في الحولة أو حماة". وأضاف "أريد أن أتحدث عن إدلب وريف إدلب وريف دمشق القريبة من العاصمة وحماة ودير الزور في الشمال الشرقي واللاذقية على الساحل". وأوضح المتحدث أن هذا الوضع يدفع إلى عمليات نزوح بين المدنيين الذين يهربون من أعمال العنف من قرية إلى أخرى أو من مدينة إلى أخرى.