بعد شهر ونصف الشهر من وفاته أدى الشهيد السوري خالد الغنام مناسك الحج، حيث قام ابن عمه أحمد أبو الغنام بأدائها، نيابةً عنه. وتحدث أحمد خلال وقوفه في عرفة والدموع تذرف من عينيه، «لن أنسى ابن عمي الذي كان أخاً لي، فهو صديق العمر فكنت أرافقه طوال حياتي، حتى دنت منيته في عمر الخمسين في ذلك اليوم المشؤوم عندما خرج من المنزل، قاصداً أحد محال المواد الغذائية ليطعم أطفاله، إلا أن أحد العيارات النارية أنهت حياته ويتمت أطفاله قبيل شهر ونصف الشهر، بين مدينتي نبل وحماة. وقام أحمد المقيم داخل السعودية منذ ثماني سنوات، بإسناد ظهره على شجرة أمام مسجد النمرة تحت جبل الرحمة الذي خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الوداع، ليقول: «بعد أن سمعت خبر وفاة ابن عمي أقسمت على نفسي أن أحج هذا العام بنية أن تكون له، وذهبت إلى حملات كثيرة لكنني تفاجأت بالأسعار المرتفعة، إذ كانت أقل حملة ذهبت لها بتسعة آلاف ريال، فقررت أن أذهب (مفترشاً) وتحملت عناء المشي وحرارة الشمس لأجل صديق عمري خالد». ويصف أحمد قصة وصوله إلى مكة ل «الحياة» قائلاً: «خرجت من مدينة الرياض متوجهاً إلى الطائف براً، لوجود أحد أقاربي فيها الذي خرج معي إلى مكةالمكرمة لأداء الحج ومن ثم انطلقت براً برفقة صاحبي إلى مكة عن طريق أحد (الكدادين) وقبيل وصول نقطة تفتيش الشميسي التي من خلالها يتم الاطلاع على تصاريح الحج، نزلنا من السيارة وذهبنا خلف السياج حتى ابتعدنا عنها قرابة خمسة كيلومترات. ويشرح أحمد البالغ من العمر 60 عاماً حال أولاد الشهيد خالد قائلاً: «ما زاد حزني حزناً هو حال أولاد ابن عمي في سورية، فحالهم جداً سيئة والشتاء على الأبواب، ولا يوجد لديهم إلا ملابس الصيف، إذ غادروا من منزلهم وقطنوا في إحدى المدارس ويوجد ابنه الصغير يعاني من ضعف شديد في النظر. ورفض أحمد أبو الغنام أن تقوم «الحياة» بتصويره بحجة خوفه على أسرته في سورية وحمايتهم من أن يصيبهم أي مكروه، على يد قوات النظام هناك.