أعلن الجيش السوري وقف العمليات العسكرية في سورية اعتباراً من صباح اليوم عملاً بهدنة عيد الأضحى التي اقترحها الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي، محتفظاً بحقه في الرد في حال استمرار اعتداءات «الجماعات المسلحة». وجاء في بيان تمت تلاوته على التلفزيون السوري الرسمي «لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تعلن القيادة العامة للقوات المسلحة السورية وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتباراً من صباح يوم غد الجمعة لغاية يوم الاثنين 29 من هذا الشهر». وأضافت في بيان أنها تحتفظ «بحق الرد على قيام الجماعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها التي توجد فيها مع بدء سريان هذا الإعلان أو الحصول على الامداد بالعناصر والذخيرة». في موازاة ذلك، قال قائد في «الجيش السوري الحر» إن مقاتليه سيلتزمون بالهدنة لكنه يطلب الافراج عن السجناء اليوم. فيما أعلن مقاتلو أنصار الشريعة أنهم لن يلتزموا بوقف إطلاق النار وشككوا في احترام الجيش السوري لها. وجاءت الموافقة الحكومية السورية فيما أعرب النائب الأول للأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، عن أمله بأن يبدي طرفا النزاع إرادة سياسة ويلتزمون الهدنة. وقال الياسون في تصريحات نقلتها «اسوشييتدبرس»: «علينا بكل بساطة أن نأمل بإمكان تقليص العنف... طبعاً انه نقص كبير عدم وجود مراقبين على الأرض وعدم توافر ظروف وعدم وجود تصميم لدى الأطراف». وأكد الياسون «هناك ضرورة لتوافر إرادة سياسية بالحد الأدنى للتوصل إلى نتيجة... والسؤال هل هناك إرادة سياسية لدى أطراف النزاع في سورية ولدى أعضاء مجلس الأمن وغيرها من الدول... أعترف سنكون ضعفاء في حال عدم وجود قرار أممي قوي». وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها مستعدة لإرسال مساعدات لآلاف الأسر السورية في أماكن تعذر الوصول إليها حتى الآن، في حال الاتفاق على وقف المعارك. وقالت المفوضية في بيان «إن وكالة الأممالمتحدة للاجئين وشركاءها على استعداد لإرسال آلاف رزم المساعدة العاجلة... إلى أسر تقيم في مناطق تعذر الوصول إليها حتى الآن، في حال تم تطبيق مشروع وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام». وجددت موسكو دعوتها إلى التزام الهدنة. وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إن موسكو تأمل بأن تتحقق الهدنة بمناسبة عيد الأضحى وذلك في تصريحات عقب انتهاء محادثاته مع نظيره السويسري ديدييه بوركهالتر في موسكو. وقال: «لقد بحثنا الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتقلقنا الأوضاع التي تعيشها سورية... إن تسوية الأزمة يجب أن تكون بالطرق السياسية فقط». وبحسب قوله إن هذا يعتمد على الإسراع في وقف أعمال العنف ودخول كل الأطراف في حوار، من دون شروط مسبقة، مما سيسمح بالخروج من الأزمة بأقل الخسائر. وأكد لافروف أن موسكو تأمل بأن تتحقق الهدنة. وشدد على أن من الضروري في البداية وقف كل أعمال العنف في سورية، وبعد ذلك إجراء تحقيق بشأن انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان. ورداً على سؤال حول احتمال إحالة الأوضاع السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، قال: «هنا يجب أن نحدد الشيء الرئيسي، الذي هو وقف أعمال العنف». وأضاف: «يجب تحديد من على حق ومن على باطل». وأكد لافروف مرة ثانية ضرورة وقف أعمال العنف ودعا كل أطراف النزاع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار. وقال: «بالتأكيد يجب أن يكون موضوع خروق القانون الدولي والإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان جزءاً من التسوية النهائية للأزمة السورية. وليس من الصحيح أن يتم تحقيق العدالة على حساب ضحايا بشرية إضافية». وكتب غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي في صفحته على موقع «تويتر» أمس: «من المهم أن تتقيد المعارضة المسلحة في سورية بهدنة العيد»، وأضاف أنه ومن ثم يمكن تمديد وقف النار أياماً عدة. وأشار غاتيلوف إلى أن «التوصل إلى هدنة في سورية يتوقف على استطاعة اللاعبين الخارجيين التأثير في المعارضة لتوجيهها إلى الجهة المطلوبة». ودعت الصين جميع أطراف الصراع إلى الالتزام بمقترح الإبراهيمي. ورحب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي بالفكرة، قائلاً:»نحن سعداء برد الفعل الإيجابي على الاقتراح من الأطراف المعنية في سورية». وأضاف: «نتمنى أن تستطيع كل الأطراف المعنية في سورية اتخاذ موقف مخلص وإجراءات ملموسة لدعم مقترح مبعوث الأممالمتحدة الإبراهيمي والتعاون معه ومع جهود الوساطة التي يقوم بها واستغلال الفرصة جدياً لتنفيذ الوعود لوقف إطلاق النار ووقف العنف». كما عبرت الصين عن أملها بأن تكون هذه فرصة «لتنفيذ وقف لإطلاق النار طويل الأمد وفعال لتهيئة الظروف لتخفيف معاناة الشعب السوري وبدء الحوار السياسي وعملية الانتقال السياسي في أقرب وقت ممكن». وكانت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس أعربت ليلة أول من امس عن شكوكها حيال الهدنة، معتبرة أن هناك نقصاً في الصدقية لدى النظام السوري. وقالت بعد مناقشة مجلس الأمن للتقرير الذي رفعه الإبراهيمي: «هناك الكثير من الشكوك، وهي في محلها، حول آفاق إرساء وقف لإطلاق النار حتى إن كان موقتاً (في سورية) نظراً إلى اللائحة الطويلة من الوعود التي لم يحترمها (بشار) الأسد». وأضافت أن «الفظاعات التي يرتكبها النظام، من قصف واستعمال قنابل انشطارية، تتزايد في سورية وتهدد امن المنطقة كلها». وأكدت رايس أن الولاياتالمتحدة «تدعم بقوة» الجهود التي يبذلها الإبراهيمي للتوصل إلى هدنة ولكن «يجب أن تقوم الحكومة السورية بالخطوة الأولى».