أكد زعيم حركة «طالبان» الأفغانية الملا محمد عمر على عدم نيتها احتكار السلطة، مشيراً إلى أن أي حكومة مقبلة يجب أن تمثل كل الشعب الأفغاني بشرائحه. واستبعد أي حرب أهلية بين الفصائل الأفغانية المختلفة بعد رحيل القوات الأجنبية، متوقعاً أن يكون مصير ومستقبل أفغانستان بيد الأفغان أنفسهم بعيداً عن تدخلات الدول العظمى ودول الجوار. وأتت تأكيد الملا عمر في بيان أصدره لمناسبة عيد الأضحى أكد فيه ما جاء في رسالته في عيد الفطر بأن الحركة لن تستأثر بالحكم في أفغانستان، مضيفاً أن نظام الحكم القادم في أفغانستان سيكون ذا صبغة إسلامية أفغانية خالصة يوسد الأمور إلى أهلها للمحافظة على وحدة تراب أفغانستان وتوفير الأمن وتطبيق الشريعة وإحقاق حقوق جميع المواطنين رجالاً ونساء وإعادة إعمار البنية التحتية للاقتصاد وتقوية المؤسسات الاجتماعية. وأشاد الملا عمر بالعمليات التي يقوم بها المنتسبون للجيش والأجهزة الأمنية الحكومية ضد القوات الأجنبية واصفاً إياها ب «الهجمات القاصمة الخطيرة على العدو المحتل الماكر من قبل الجنود المسلمين الفدائيين من داخل صفوف الإدارة التي أقامها المحتلون»، في إشارة إلى أن الذين قاموا بمثل هذه العمليات ليسوا بالضرورة من «طالبان». ودعا الملا عمر المنتسبين للأجهزة الأمنية الحكومية وغيرهم للقيام بهجمات ضد القوات الأجنبية، واصفاً إياها بأنها من أعظم الأساليب الجهادية تأثيراً وسيتسع نطاقها في المستقبل وستكون أكثر تنظيماً وأخطر تأثيراً. لا محادثات مع «المحتلين» ونفى زعيم «طالبان» في رسالته أن يكون هناك أي حوار بين الحركة والحكومة الأفغانية أو القوات الأجنبية في أفغانستان، إلا عن طريق اللجنة السياسية ل «طالبان»، مؤكداً الاستمرار في الكفاح السياسي إلى جانب المقاومة والعمل العسكري لتحقيق أهداف الحركة وتطلعاتها الإسلامية والوطنية، نافياً أن تكون هناك أي محادثات سرية مع الدول المشاركة في «احتلال» أفغانستان. وينفي ذلك صلة الحركة بأي مفاوضين ممن كانوا ينتسبون سابقاً ل «طالبان» مثل عبد السلام ضعيف السفير السابق لدى باكستان وعدد من الشخصيات الأفغانية المقربة من الحركة وشاركت في عدد من الحوارات مع الأممالمتحدة وعدد من الدول الأخرى. وطالب الملا عمر في رسالته بالإفراج عن كافة سجناء «طالبان» في غوانتانامو وبغرام والدول المجاورة. وهي أول مرة يشير فيها إلى أسرى من طالبان في دول مجاورة، مضيفاً أن عدداً منهم قتل أثناء التحقيق معهم، وهي إشارة إلى ملا عبيد الله رئيس اللجنة العسكرية ل «طالبان» الذي أعلنت باكستان وفاته في السجن قبل فترة. وتوعد الملا محمد عمر باستمرار المقاومة المسلحة ضد القوات الأجنبية، واصفاً «طالبان» بأنها حصلت على الخبرة العملية في الميدان والسلاح متوافر لديها الآن بكثرة من دون الاعتماد على أي دولة أجنبية، وأن كوادر الحركة تمكنت من إتقان العمل على الأسلحة التي بحوزتها بما يؤهلها لتحقيق هزيمة منكرة بعدوها. في لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس، مقتل اثنين من جنودها بنيران معادية في ولاية هلمند جنوبأفغانستان. وأفادت الوزارة أن الجنديين، واحد من مشاة البحرية الملكية والآخر من الفوج الطبي الثالث، قُتلا الأربعاء خلال قيامهما بدورية في منطقة نهر السراج في هلمند. وأضافت الوزارة أن الجنديين توفيا متأثرين بجروح أُصيبا بها في الحادث، ويُعدان أول جنديين بريطانيين يلقيان حتفهما في أفغانستان خلال الشهر الجاري. وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن أحد القتيلين جندية باتت، ثالث جندية بريطانية تلقى حتفها في أفغانستان منذ عام 2001. ويرتفع إلى 435 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في أفغانستان، حيث ينتشر نحو 9500 جندي معظمهم في ولاية هلمند، منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2001 ومن بينهم 43 جندياً قتلوا هذا العام.