أعلن حلف شمال الاطلسي الأحد مقتل ثلاثة من جنوده خلال الاربع والعشرين الساعة الاخيرة في افغانستان، اثنان في الجنوب وثالث في الشرق. وقالت القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) في ثلاثة بيانات مقتضبة ان اثنين من العسكريين، اللذين لم تكشف هويتيهما، قتلا السبت والاحد في الجنوب في انفجار قنابل يدوية الصنع. واوضحت ان الجندي الثالث، الذي لم تكشف ايضا جنسيته، قتل السبت في شرق البلاد في "اطلاق نار غير مباشر" سواء بسبب قذيفة صاروخية او قذيفة هاون. ولم يقع اي من هذه الحوادث في اطار عملية "مشترك" التي دخلت اسبوعها الثاني. ويشن 15 الف جندي افغاني ومن القوة الدولية على رأسهم الاميركيون والبريطانيون، هجوما واسعا على منطقة مرجة في ولاية هلمند معقل حركة طالبان. واعلن قائد القوات الاميركية في العراق وافغانستان الاحد ان مقاتلي طالبان في منطقة مرجة جنوبافغانستان يبدون مقاومة "قوية"، إلا ان هذه المقاومة باتت "مضعضعة بعض الشيء" اثر الهجوم الواسع الذي تشنه القوات الدولية والافغانية عليهم. واضاف الجنرال الاميركي في حديث الى شبكة "ان بي سي": "بعض منهم فوجئوا بطريقة شن الهجوم. الا ان العتاة منهم يواصلون القتال من دون طرح اسئلة". وحذر طالبان من ان المعارك التي جرت حتى الآن ليست سوى بداية "حملة ستستغرق بين 12 و18 شهرا". الى ذلك رفضت طالبان أمس أحدث دعوة للرئيس حامد كرزاي للسلام رغم الهجوم الذي يشنه حلف شمال الأطلسي على الحركة وإلقاء القبض على الرجل الثاني فيها. وجدد كرزاي دعوته في البرلمان السبت لطالبان لقبول اقتراح السلام. ورفضت طالبان مرارا مقترحات كرزاي للسلام قائلة إن على القوات الأجنبية مغادرة أفغانستان أولا لكن محادثات مبدئية "بشأن المحادثات" أجريت. وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان معقبا على دعوة كرزاي لطالبان للعمل من أجل السلام وإعادة الإعمار "كرزاي دمية ولا يمكنه أن يمثل أمة أو حكومة". وأضاف "إنه غارق في الفساد ويحيط به قادة الفصائل الذين يزيدون من ثرواتهم". وتواجه طالبان ضغوطا.. فقد ألقي القبض على ثلاثة من كبار مسؤوليها في باكستان هذا الشهر منهم الملا عبدالغني بارادار الرجل الثاني في الحركة وكبير قادتها العسكريين وهو أكبر زعيم لطالبان يجري احتجازه. وأدى صمود طالبان إلى إثارة تساؤلات بشأن المدة التي يمكن للدول الغربية أن تبقى خلالها داخل أفغانستان.