صوت سورية «المجلجل بالحق» الذي يقدم للرأي العام «حقيقة ما يحصل على الأرض ويعري الأضاليل والأكاذيب التي تروجها بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية المتورطة في سفك الدم السوري»، سيُحجب. أوقف بث الفضائية السورية و «سورية دراما» على القمر الأوروبي «هوت بيرد» بسبب «العقوبات الجائرة» ضد الإعلام الوطني السوري. وبذلك سيغيب صوت سورية التي تقود «معركة شرف وكرامة دفاعاً عن شرف سورية وشرف الأمة العربية». لن يكون متاحاً، لمن لا يلتقط القمر الروسي التي باتت السورية تبث عليه، الإطلاع على أخبار العثماني «قاطع الطرق الجوية» وعلى «مرتزقته الذين يرهبون ركاب الطائرات السورية ويعتدون عليهم». ولن يتغلغل أحد في أعماق أردوغان ليدرك دوافعه في ما يقوم به ضد سورية، والتي لا علاقة لها بالطبع بمشاعر «الشعب التركي الشقيق» كونها مجرد «هستيريا الهزيمة بعدما اهتزت أحلامه الكاذبة» (تعليقات الفضائية بعد إجبار الطائرة السورية على الهبوط في تركيا). ولن يكون أحد قادراً على تحذير بعض الدول من «مرتزقة الإرهاب» الذين سيروهم من كل صوب، منبهين إياهم إلى أنهم باتوا «يحصدون ما زرعوه لدى غيرهم»، فها هم «الإرهابيون الفرنسيون في سورية» بعدما اعترف الرئيس الفرنسي بوجود «مواطنين فرنسيين في سورية». سيفتقد المشاهدون كل قراءة مستقبلية للحدث دأبت عليها الفضائية السورية، وعبارات فذة من نوع «في المقعد الأمامي للعدوان على سورية جلست قطر»، والاعتداء على الجامع الأموي هو «جزء من هجمة كافرة وفق خطة الصهاينة وأميركا المتواصلة بدءاً من القدس». ولن يتمكن أحد من كشف أصحاب «هدايا العدوان» على سورية، وفضح وسائل الإعلام» المضلَلة»، و «المغرِضة» و «قنوات التضليل والفتنة» والإعلام العربي «العميل»، التي بدأت «أوساط الرأي العربي والدولي تطلع في شكل مباشر من الإعلام السوري على حقيقة ما تقوم به من افتراءات وفبركات إعلامية حول ما يجري على الأرض السورية». من سيسمي الأشياء بمسمياتها ويضع الشعار الصحيح في المكان الصحيح، ويحوّل «أن تعرف أكثر» شعار قناة العربية، إلى «أن تكذب وتكذب أكثر» لأن كذب هذه الأخيرة «تجاوز كل شيء» إلى درجة «تصوير قرية لبنانية وأمكنة مهدمة فيها للتعبير عن حدث سوري وتغاضي الإعلامية «ن.ق» عن الحقيقة على رغم علمها بجغرافيا المنطقة». من سيهز «مركبة التآمر» بالقوة والحزم والشدة ذاتها، والأهم بهذا النفس المثابر ببحثه المضني عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، كما تفعل الفضائية السورية؟ هل حجب «صوت الحق» هو «انتهاك صارخ لمبادئ العمل الصحافي وحرية الرأي والتعبير، الآتية في إطار الحملة العدوانية التي تستهدف سورية»؟ أم أن الجواب في لقاء لمعارض ومؤيد حين قال الأول للثاني مستنكراً: «هل ثمة من يقصف شعبه وبلده بالطائرات؟!» فرد الثاني: «إنها الحرب!».