على رغم ارتداء بعضهم ملابس الإحرام البيضاء، وهم يتجولون في شوارع مكة المزدحمة هذه الأيام، فإن كثيرين من الحجاج يعتبرون الحلي الذهبية أفضل تذكاراً لرحلتهم المقدسة. وفي حين، يرغب بعض الحجيج في تقديم هدايا لأقربائهم ذات دلالات خاصة للتذكير برحلة الحج، يرى آخرون من دول مختلفة أن الحلي الذهبية في مكة أرخص من حيث السعر وأعلى من حيث الجودة والتصاميم من تلك الموجودة في بلادهم، ما ينعش سوق المعدن النفيس بالمدينة المقدسة في موسم الحج كل عام. وقالت حاجة من السودان تدعى إجلال سليمان (35 عاماً) إن تصميمات الحلي الموجودة في متاجر مكة رائعة، موضحة أن ذلك يسبب لها حيرة في شأن القطع التي تختارها. لكنها بعد مساومات مع البائع قررت الانتقال إلى المحل المجاور لرؤية أشكال أخرى. وتقع عشرات من متاجر الحلي الذهبية على مشارف المسجد الحرام مباشرة، وتتلألأ رفوفها ونوافذ العرض بها بالأساور والقلادات والخواتم والأقراط والسلاسل وغيرها من تصاميم الحلي الذهبية المزينة بنقوش خاصة في منطقة الشرق الأوسط والهند. وقال مالك متجر حلي أن سعر الذهب الخالص في مكة مماثل لسعره في دبي، وهي مركز إقليمي للمجوهرات، إذ يباع الجرام من الذهب عيار 24 قيراط بسعر 204 دراهم في دبي، وفقاً لموقع متخصص على شبكة الإنترنت، ويباع ذات الجرام بمبلغ 215 ريالاً في مكةالمكرمة. وقال سعودي يعمل في متجر للحلي الذهبية بمكة منذ 10 سنوات يدعى علي عبدالله إن معظم الحلي الذهبية تصنع في مدينة جدة من عيار 21 قيراط، وأن قطع الحلي ذات التصاميم الهندية تستورد عبر دبي. وأضاف: «الذهب الذي يباع في مكة خالص، وأن الذهب السعودي هو الأفضل في العالم، إذ إن جودته عالية»، مشيراً إلى أن الزوار يشترونه، ويقولون إنه ذهب مبارك من مكة. وعلى عكس الذهب المرصع بالألماس والأحجار الكريمة، المعروض في متاجر الحلي بالأسواق التجارية الكبرى في دبي، فإن الذهب يباع خالصاً تقريباً في أسواق الحلي بمكة، ما يجعله أكثر جذباً للزوار الذين يشترونه للاستثمار. وقال حاج من بنغلاديش يعمل محامياً، ويدعى محمد إدريس الرحمن (57 عاماً)، وهو يشتري قلادتين لابنته وزوجة ابنه: «الذهب هنا جيد في ما يتعلق بالوزن والتصنيع، إنه ذهب خالص، والسعر جيد، كما أنه يُشترى من مكان مقدس». وقال حاج يدعى نامين (47 عاماً) من إقليم كردستان في العراق بعد أن دفع 2450 دولاراً لشراء حلي من الذهب لزوجته، إن إهداء الذهب أفضل من إهداء الملابس وغيرها. وأضاف حاج آخر يدعى نجم، أدّى الفريضة على مدى ال12 عاماً الماضية على التوالي في إطار عمله كمنظم رحلات حج، إن على المرء أن يأتي لزوجته بهدية من الذهب، إذا غاب عنها مدة شهر.