عثر على نحو 25 جثة في ريف دمشق أمس وفق المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث ب «المجزرة»، قائلاً ان «مجموعات ارهابية نفذتها»، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها. يأتي ذلك فيما قال التلفزيون السوري الحكومي إن سيارة ملغومة انفجرت في جنوبدمشق امس ما ادى الى قتل ستة اشخاص. وأضاف التلفزيون ان الانفجار الذي وقع في منطقة دف الشوك اسفر ايضاً عن اصابة 20 شخصاً. وحول «مجزرة» دمشق، أفاد المرصد السوري في بيان عن العثور على ما لا يقل عن عشرين جثة في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما في ريف العاصمة، بينها اربعة أطفال وثماني نساء. ونقل عن ناشطين في البلدة إن الضحايا قتلوا على ايدي القوات النظامية فجر أمس. فيما وصف مكتب الاعلام التابع للمعارضة في دوما في بيان ما حدث بأنه مذبحة مروعة وقال إن أكثر من 20 مدنياً قتلوا على أيدي ميليشيا الشبيحة الذين كانوا عند نقطة تفتيش ثم اقتحموا مبنى سكنياً على مقربة. في المقابل، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) إن عدد ضحايا «المجزرة التي ارتكبها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام قرب جامع حوا عند دوار الشهداء بشارع علي بن أبي طالب» بلغ 25 شهيداً، وذلك «وفق أهالي مدينة دوما». ونقلت «سانا» عن مصدر في المحافظة ان «المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام الذي يتزعمه الارهابي زهران علوش». واتهمت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين إلى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولي «المجموعات الارهابية المسلحة وداعموها» بالوقوف خلف المجزرة «في توقيت أصبح متكرراً ومعروفاً يسبق الجلسات التي يعقدها مجلس الامن لمناقشة الاوضاع في سورية». من جهتها اعتبرت وزارة الاعلام ان وقوع المجزرة بالتزامن مع الجلسة «أسلوب مستمر وجريمة متكررة ... تنفيذاً لاجندات سياسية خارجية تستهدف النيل من سمعة الدولة السورية ومؤسساتها المختلفة». وقالت في بيان نشرت «سانا» نسخة منه ان «صمت دول بعينها عن هذه الجرائم من جهة واستمرارها بتزويد المجموعات الارهابية بالسلاح والمال وايوائها وتدريبها من جهة ثانية، اشتراك تام في الجرائم المرتكبة ودليل على حجم التورط الخارجي في دعم الارهاب». وفي مدينة حرستا في المنطقة ذاتها، قتل 14 شخصاً بينهم 11 مقاتلاً «اثر اطلاق رصاص وقصف على مدينة حرستا من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة على اطراف المدينة وتحاول منذ ايام اقتحامها»، وفق المرصد. وفي محافظة ادلب، (شمال غرب)، شنت الطائرات الحربية غارات جوية على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقرية تلمنس الواقعة في محيط معسكر وادي الضيف، حيث قتل خمسة مقاتلين معارضين في محيطه جراء اشتباكات «بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومن جبهة النصرة». ويحاول المقاتلون المعارضون منذ فترة السيطرة على المعسكر المحاصر، وذلك بعد استيلائهم على معرة النعمان القريبة. كذلك قتل تسعة جنود نظاميين «إثر تدمير واعطاب ثلاث دبابات في اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في قرية عين قريح جنوب شرقي معرة النعمان»، وفق المرصد. كما قتل خمسة اشخاص على الأقل في «قصف من طائرة حربية تعرضت له بلدة كفرومة» في ادلب. وفي حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، وفق المرصد، بينما تتعرض احياء في المدينة ومناطق في ريفها للقصف. وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن المقاتلين المعارضين شنوا هجوماً «هو الاول في وضح النهار» على ثكنة طارق بن زياد في شمال غربي المدينة، والتي تشهد معارك شبه يومية منذ دخول المقاتلين الى منطقة بني زيد. ونقل عن ماهر ش. (27 سنة) وهو من سكان المنطقة الى ان شارع تشرين ودوار الشيحان يشهدان «اشتباكات قوية تستخدم فيها رشاشات ثقيلة وقذائف وقنابل» نتيجة الهجوم، مشيراً الى ان الحركة «توقفت تماماً في الشارع ومحيطه». كما افاد المراسل عن اشتباكات في حي بستان الباشا في شمال المدينة. وفي محافظة الرقة (شمال)، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية في انفجار سيارة مفخخة «استهدف حاجز القنطري للقوات النظامية على طريق الرقة الحسكة»، وفق المرصد. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، فجر مسلحون مجهولون خط نقل الغاز بين الحسكة ومدينة بانياس في قرية بئر جويس في المحافظة، وفق المرصد. في محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة هم طفلان في الثانية عشرة والرابعة عشرة وسيدة، في قصف على قرية الحواش من القوات النظامية. وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية امس 96 شخصاً، بحسب المرصد الذي احصى سقوط اكثر من 35 الف قتيل منذ بدء النزاع قبل اكثر من 19 شهراً. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» إن «24 الفاً و964 مدنياً، وثمانية آلاف و767 جندياًَ نظامياً، و1276 منشقاً» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات. ويحصي المرصد بين المدنيين المقاتلين من غير العسكريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية. واشار عبد الرحمن الى توثيق «مقتل 422 شخصاً آخرين لم نكن قد تمكنا من تحديد هوياتهم»، مؤكداً ان الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين او الضحايا الذين لم يتم توثيق اسمائهم. ويعد 26 ايلول (سبتمبر) الفائت اليوم الاكثر دموية في النزاع، اذ احصي فيه مقتل 306 اشخاص. من جانب آخر، اعتبرت الصحافة الرسمية السورية ان المرسوم الذي اصدره الرئيس بشار الاسد ويقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ صدوره، مستثنياً منها الجرائم المتعلقة ب «الارهاب» والمتوارين، يعتبر اشارة على حسن نية النظام حيال الابراهيمي. وكتبت صحيفة البعث امس ان سورية قدمت «عدداً من الاجراءات المساعدة على نجاح مهمة الإبراهيمي، وكان من أهمها مرسوم العفو الذي صدر بمرسوم رئاسي بالأمس، والذي يؤكد رغبة الدولة في وقف العمليات العسكرية، والانتقال من حل جزئي للأزمة الى حل متكامل وكامل تعود معه البلاد الى سابق عهدها من حيث التمتع بالاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية».