تحتضن قاعة المركز الروسي للعلوم والفنون والثقافة في الإسكندرية معرضاً فنياً للإبداع التشكيلي العربي افتتحه قنصل عام روسيا الاتحادية في الإسكندرية ديمتري كوراكوف واندرانيك ارزومانيان مدير المركز. ويضم المعرض 92 عملاً لفنانين أبحروا بلوحاتهم على مساحات من التراث والواقع. ويحمل الفنانون جنسيات مختلفة، وينتمون الى ثقافات متنوعة ظهرت في إبداعاتهم التشكيلية فجسدوا أحلامهم وتطلعاتهم متكئين على موهبتهم المصقولة. يعتبر صالون الإبداع التشكيلي حالة مميزة في الحركة التشكيلية فهو استوديو فني للإنتاج الجماعي لمختلف الرؤى التي دارت حول العادات والثقافات العربية خارجاً من عملية العمل الفردي للفنان ورؤيته إلى العمل التعاوني والذي أضاف لكل من المشاركين بعداً آخر. والمعرض غني بالإبداعات التشكيلية المتنوعة التي شملت مجالات مختلفة في الرسم بالفحم والتصوير الزيتي وأعمال من الأبيض والأسود ومجسمات وتصوير فوتوغرافي وأعمال فسيفساء ونحت على الخشب وخزف ونفخ بالنار للزجاج وتصوير ضوئي وغرافيك وأعمال خط عربي وأشغال حلى. وما يدهش فيه الحضور الفني وغزارة الإنتاج وطريقة العرض المميزة لكل الأعمال. تقول الفنانة أميرة صالح (مصر) ل «الحياة» إن عملها في أشغال المعادن والحلي أعطاها الخبرة الكافية لكي تشترك وتساهم في معارض دولية كثيرة وتكتسب خبرات جديدة وتقنيات مدهشة من خلال الاحتكاك بفنانين عالميين. وتعرض الفنانة عملاً فنياً من الريبوسي وهو من خامة الفضة على خلفية من الآركت مطعّم بأشغال السلك أو «البليك آجو»، كذلك قدمت عملاً من النحاس الأحمر استخدمت فيه الحفر الحمضي. والمشغولات التي قدمتها أميرة صالح امتازت بطابع خاص من حيث أسلوب الصياغة والنقوش كذلك قدمت الفنانة درعاً وخوذة ضخمة من النحاس المطعّم بالفضة تميزا بالدقة المتناهية. وقدمت الفنانة آني كسبريان (أرمينيا) أعمال نفخ للزجاج، وحاولت ادخال فن جديد فيه الكثير من البهجة متجاوزة بأعمالها الشكل الحرفي لإظهار رؤية مغايرة للطابع التقليدي. وقد أظهرت إمكانية عالية في الانتصار على البساطة في حشد مئات الوحدات ومن مختلف الأشكال إلى متقاربات تشكيلية مذهلة الجمال والغموض، فقدمت منحوتات زجاجية مركبة ضخمة الحجم ذات إحساس جاد باللون والحجم ومكان العرض. وتقول آني: «الزجاج يلهمني والشكل هو الذي يوحي باللون وقد أنهي أحد الأعمال العملاقة في عشر دقائق وأخرى تستنفذ مني وقتاً طويلاً من دقته وحداثته ليخرج أخيراً بألوانه الساحرة المتألقة، فالزجاج يعتمد على كل العناصر التشكيلية من اللون والضوء والأبعاد والكتل الفراغية». في المقابل يقدم الفنان رضا جمعي (الجزائر) لوحات تصوير زيتي تعبر عن البيئة العربية بعاداتها وثقافاتها الشديدة الخصوصية. وجمعي فنان أكاديمي شارك في العديد من المعارض الدولية وله العديد من الإسهامات في الحركة التشكيلية الجزائرية. على الجانب الآخر تقدم هني يس أعمالاً من الخزف المطّعم بالبرونز استطاعت من خلالها فهم وتحليل وتفكيك العناصر التشكيلية وعرضها في هيئة يغلب عليها الطقس أو الإحساس التراثي الذي لا يعني حضارة بعينها. وتوضح هني أن عملها من خامة مصبوباً عليها البرونز، واختلاف الخامة لم يفقد العمل أياً من مقوماته، فنرى به عمق التجاويف وقدرة على استقبال الضوء.