طالبت محافظة ينبع بسرعة التنسيق بين الإدارات الحكومية والمتمثلة في الدفاع المدني، بلدية ينبع النخل، فرع المياه، فرع الزراعة، أمين السياحة، مركز الجابرية، إضافة إلى أعيان القرى، من أجل وضع آلية للمحافظة على الخيوف بينبع النخل. وناقش محافظ ينبع المهندس مساعد السليم مع رؤساء المراكز ومديري الإدارات الحكومية والأعيان أخيراً، موضوع الخيوف بينبع النخل وآلية المحافظة عليها، مؤكداً أهمية موضوع الاجتماع من أجل وضع الحلول المناسبة. وتعتبر ينبع النخل تلك المدينة الحالمة التاريخية ذات العراقة والتي فقدت عذريتها بسبب الإهمال المتراكم حتى أصبحت بلاهوية ولا مكانة رغم مكانتها التاريخية عبر أكثر من ألفي عام. كان لها من اسمها نصيب، فهي ذات النخل باسقات الأنواع، إضافة إلى الينابيع والعيون التي تخطت المئة عين وينبع، والآن وبعد أكثر من مئات السنين، المدينة العريقة تفتقد عذريتها بعد أن جفت العيون واليانبيع وماتت مزارع النخيل، وأصبحت أثراً بعد عين. وأسهمت الطبيعة وتغير الظروف المناخية مع نسبة من الإهمال في فقد أهم عنصرين طبيعيين هما العيون والنخيل، الأمر الذي جعل أهالي المدينة يطالبون بتحرك الجهات المعنية لإعادة المدينة إلى عصرها الذهبي، كونها تعد من أقدم المدن التجارية وأهمها لما تمتلك من موقع جغرافي مميز، وتوافر جميع إمكانات التجارة والزراعة بها. فيما أرجع مؤرخ تاريخي تاريخ ينبع النخل إلى العهد اليوناني، معتبرها من أشهر المدن التجارية قبل وبعد الهجرة، إذ تعتبر طريقاً لتجارة قريش إلى الشام والتي تسمى برحلة الصيف، وبها ميناء الجار وهو أقدم الموانئ على البحر الأحمر. وأوضح المؤرخ والباحث السعودي الدكتور تنيضب الفائدي ل «الحياة» أن بينبع النخل قرية تسمى العشيرة وبها وقعت غزوة العشيرة والتي يعود تاريخها إلى السنة الثانية للهجرة أي قبل غزوة بدر، حينما أراد الرسول الكريم الإلحاق بقافلة قريش. وبين الفائدي أن بها مسجداً تاريخياً صلى به الرسول جهة بيت المقدس قبل أن تتغير وجهة القبلة، مؤكداً وجود أملاك ومزارع بها في خلافة علي بن أبي طالب والاهتمام الذي كانت تحظى به المدينة في العهد الراشدي. وأضاف: « قرى كبيرة وكثيرة تتبع ينبع النخل وصلت إلى 60 قرية اندثرت جميعها ولم يبق سوى عدد قليل منها»، مشيراً إلى أن اسمها قديماً «ينبع»، ونسب إليها أخيراً، «ينبع النخل». وتضم ينبع النخل مجموعة من القرى اشتهرت قديماً كإحدى المدن التجارية، وكان بها ما يعرف بسوق الإثنين وهو ملتقى تجاري للقوافل والحجيج وكان يتبعها ميناء الجار وهو أقدم الموانئ البحرية على البحر الأحمر. وتشتهر بمزارع النخيل والعيون الجارية، وتحوي أكثر من 100 عين جارية، وكانت تلقب بوادي النعيم قبل أن تجف عيونها، وتتبعها مجموعة قرى زراعية. وينبع النخل عبارة عن واد يقع على جانبيه قرى عدة يمتد من ساحل البحر الأحمر غرباً، ويطلق اسم قرية على مجموعة عيون جارية متجاورة ومتلاصقة في المساحة الزراعية. وتعتبر قرية السويق أكبر وأقدم قرى ينبع النخل، وبها عين حسين وعين حسن وعين علي، كما توجد بها قرى اليسيرة واليسيرة وقرية البثنة وقرية خيف حسين وعين عجلان وعين النوى وعين سلمان. وتشتهر قرى ينبع النخل بالخيوف، إذ توجد بها العشرات من الخيوف كخيف علي وخيف فاضل وخيف حسين ومجموعة من الخيوف التي ما زالت قائمة.