تستضيف واشنطن مؤتمراً لدعم المسيحيين في الشرق يبدأ أعماله الثلثاء المقبل ويستمر حتى الخميس ويشارك فيه جميع البطاركة في حال قرر بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي المشاركة، الى جانب أعضاء في الكونغرس الأميركي وعدد كبير من الشخصيات المسيحية في الدول العربية ومن بينهم ممثلو أحزاب لبنانية وتيار «المستقبل» وشخصيات مستقلة. وكلف زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري النائبين عاطف مجدلاني وجان أوغسبيان والنائب السابق غطاس خوري تمثيله في المؤتمر الذي يعقد بمبادرة من مجموعة من الناشطين اللبنانيين والعرب المقيمين في الولاياتالمتحدة وبعضهم من المنتمين الى قوى 14 آذار. وقالت مصادر بارزة في الهيئة التحضيرية للمؤتمر ل «الحياة» ان المشاركين فيه يتطلعون الى تشكيل لوبي مسيحي من الدول العربية بالتعاون مع أعضاء في الكونغرس الأميركي لدعم الوجود المسيحي في الشرق العربي اضافة الى دعم الجهود الرامية لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان والسعي الحثيث لتسليح الجيش اللبناني وتجهيزه ليكون قادراً على مواجهة المجموعات الإرهابية والمتطرفة. ولفتت المصادر الى ان المشاركين في المؤتمر سيعقدون لقاءات في مبنى الكونغرس الأميركي، وقالت ان الشعار الأساسي والوحيد للمؤتمر يكمن في توفير الحماية للمسيحيين في الدول العربية والحفاظ على حقوقهم، من خلال التأكيد على تعزيز دور الدول العربية الديموقراطية والحرة، باعتبارهم يتساوون في الحقوق والواجبات مع شركائهم المسلمين وبالتالي لا يمكن أن تتأمن بتوفير حماية خاصة لهم من الخارج أو عبر لجوئهم الى الحماية الذاتية بذريعة ان الأمن الذاتي يدفع في اتجاه الحفاظ على وجودهم وحمايتهم. وتوقعت المصادر أن يصدر في نهاية المؤتمر بيان سياسي في هذا الخصوص، وقالت ان مشاركة «المستقبل» فيه تأتي لتؤكد أنه عابر للطوائف وداعم للوجود المسيحي في الشرق. عريضة وفي السياق، أعدّ الأمين العام للقمة الروحية الاسلامية في لبنان محمد السماك (تمثل دار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز) عريضة اسلامية حول ما يتعرض له مسيحيو الشرق وسواهم من الجماعات الأهلية من عدوان، والموقف الاسلامي من هذا العدوان، وقّعها عدد من الشخصيات الاسلامية. وفي العريضة ان «المسيحيين يتعرضون في بعض الدول العربية، خصوصاً في سورية والعراق الى أعمال اضطهاد وتنكيل لا سابق لها في تاريخ المجتمعات العربية، واقتلاع المسيحيين من مدنهم وقراهم ظلماً وعدواناً». وأكد الموقعون ان «ارتكاب هذه الجرائم الهمجية والمفجعة باسم الاسلام يشكل افتئاتاً على الاسلام وتشويهاً له واساءة اليه ومن واجبنا التنديد بأعلى صوت وبأشد العبارات بهذه الجرائم وبمرتكبيها وبالمحرضين عليها ومستغليها، ومناشدة المرجعيات الدينية الاسلامية في العالم العربي المبادرة الى تحرير الاسلام من قبضة مصادريه من قوى ظلامية، ومناشدة الحكومات العربية تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والدستورية تجاه مواطنين ابرياء من رعاياها اعتدي عليهم على أيدي قوى من شذاذ الآفاق وقطاع الطرق». وناشدت «مؤسسات المجتمع المدني تقديم المساعدات الانسانية الى اخواننا المسيحيين المعتدى عليهم، وحكومات الدول الصديقة عدم تسهيل هجرة اخواننا المسيحيين المضطهدين اليها». وطالبت «منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية التعاون مع منظمة الاممالمتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ مبادرة دولية مشتركة تتصدى لهذه الظاهرة الارهابية الخطيرة التي تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين». ومن بين الموقعين الرؤساء: نبيه بري، حسين الحسيني وفؤاد السنيورة.