نفى رئيس الوزراء المصري هشام قنديل تقدم بلاده بطلب «وديعة مالية» من السلطات الجزائرية للحصول على مساعدة ببليوني دولار. وقال إن هناك «توافقاً» بين الجزائر ومصر حول عدم التدخل العسكري لحل الأزمة السورية لأن «من شأنه أن يعقّد هذه المشكلة الحساسة». وخص قنديل النظام السوري بدعوته إلى أن يستجيب لمبادرة الهدنة التي طرحها الأخضر الإبراهيمي. ووضع قنديل في مؤتمر صحافي أمس في اليوم الثاني لزيارته الجزائر، حداً لمعلومات تداولها الإعلام المصري والجزائري حول تقدم بلاده بطلب وديعة من الحكومة الجزائرية. وقال: «لم نتقدم بهذا الطلب للحكومة الجزائرية»، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل. ووصف قنديل زيارته الجزائر ب «الناجحة»، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين «للدفع بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي تستحقه» لأن الأمر يتعلق «بدولتين كبيرتين سواء من حيث عدد السكان أو من حيث الإمكانات المتاحة». وأُعلن على هامش الزيارة عن إحياء عمل اللجنة المشتركة الكبرى التي توقفت منذ ثلاث سنوات. وسيكون الاجتماع المقبل للجنة العليا المشتركة خلال نيسان (أبريل) أو أيار (مايو) العام المقبل في القاهرة. ويُعتقد أن الجزائر استجابت لطلب مصري يتعلق بزيادة حصص الغاز. وذكر هشام قنديل، في هذا الإطار، أن المحادثات مع المسؤولين الجزائريين تناولت ملف تصدير الغاز لمصر، قائلاً «نحن في حاجة إلى زيادة حجم واردات الغاز بسبب التوسع العمراني الكبير في بلادنا»، مشيراً إلى أنه لقي تجاوباً لدى السلطات الجزائرية مع هذا الطلب. وقال مصدر حكومي جزائري ل «الحياة» إن الوزير الأول عبدالمالك سلال تعهد منح الشركة المصرية «المقاولون العرب» حصة مهمة ضمن مشروعات سكنية كبيرة مبرمجة للإنجاز في الأشهر المقبلة، وقال الوزير الأول الجزائري إن الأمور ما بين الجزائر ومصر «هادئة» و «الطريق مفتوحة لما فيه خير البلدين والشعبين»، مضيفاً أن مصر دولة «كبيرة وعظمى» والجزائر «تكن كل المحبة للإخوة المصريين». وأضاف: «الحمدلله هناك أشياء كثيرة تم الاتفاق حولها لترقية التعاون الثنائي في قطاعات عدة كالسكن والاتصالات والصناعة». ونقل رئيس الوزراء المصري دعوة من الرئيس محمد مرسي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للقيام بزيارة دولة لمصر. وتحدث قنديل عن علاقات بلاده بليبيا، قائلاً إن مصر «متعاطفة» مع هذا البلد الذي «يجمعنا به تنسيق لتبادل المعلومات حول المسائل الأمنية ضمن آلية للتشاور والتنسيق في هذا المجال ما بين مصر وليبيا وتونس». واشتكى المسؤول المصري من موضوع تهريب السلاح، وقال إن مصر تعاني «معاناة شديدة» من هذه الظاهرة. وخص قنديل النظام السوري بالدعوة إلى وقف مظاهر العنف في البلاد خلال فترة عيد الأضحى، تجاوباً مع المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي. وتابع: «ما يشغلنا أكثر هو الاستجابة للمبادرات المطروحة على الساحة سواء كانت في إطار الجهود الأممية أو من خلال اللجنة الرباعية لتحقيق السلام في هذا البلد الشقيق». وسجّل قنديل وجود «توافق» بين الجزائر ومصر حول عدم التدخل العسكري لحل الأزمة السورية لأن هذا التدخل «من شأنه أن يعقد هذه المشكلة الحساسة».