استشهاد رئيس فرع المعلومات في الأمن اللبناني وسام الحسن، هي دليل واضح على ما صرح به النظام السوري بأن سقوطه سوف يفجر الوضع في دول الجوار، وهذا ما يسعى إليه النظام في دمشق، ويبدو أن لبنان هو الحلقة الأضعف في التفجير وإرهاب الغرب من أن سقوط نظام بشار يعني تفجير المنطقة بأكملها. مثل هذه العملية ليست بجديدة على سلوك هذا النظام، فمنذ سقوط رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري، واغتياله بعملية مشابهة لهذا الفعل الإجرامي، والفريق الرافض للوجود السوري بلبنان يدفع الثمن، وكل مرة تخرج علينا «قوى 8 آذار» وبسرعة عجيبة أن من يقف خلف هذه الاغتيالات هي إسرائيل، وفي حادثة اغتيال وسام الحسن خرجت الأصوات نفسها، مثل وئام وهاب وغيره بالاتهامات نفسها لإسرائيل أو غيرها من الدول الإقليمية، وقد تناسوا عمداً قضية وزير الإعلام الأسبق ميشال سماحة، المسجون حالياً هناك على خلفية تهريب مواد متفجرة من سورية إلى لبنان لتفجير الوضع هناك متى ما صدرت الأوامر من دمشق، ولكن يبدو أن الوجود السوري في لبنان لسنوات طويلة أسس لهم منظومة فاعلة في جميع المؤسسات اللبنانية، ومنها الأمنية، التي استطاعت الوصول إلى وسام الحسن بعد عودته إلى بيروت بساعات، إن التحقيقات في قضية سماحة تدل على أن النظام السوري متورط وبشكل مكشوف في هذا الاغتيال والاغتيالات السابقة، وقد يكون وسام الحسن جمع وحقق في معلومات على هذا التورط السوري، خصوصاً بعد إصدار قوى الأمن الداخلي اللبناني مذكرات استدعاء بحق علي مملوك وبثينة شعبان وهما من المقربين من دائرة الرئيس بشار الأسد. يردد الإعلام السوري وبعض قنواته اللبنانية أن وسام الحسن قاد عمليات أمنية كشفت شبكات تجسس محلية تعمل لمصلحة إسرائيل، وهذه بالفعل اسطوانة مشروخة يحاولون أن يضحكوا على من بقي يؤمن بمحور الممانعة والمقاومة في المنطقة، الذي يقوده نظام يقتل شعبه كل يوم بالأسلحة المحرمة دولياً، والنسخة اللبنانية منه هم «حزب الله» وأتباعه، الذين يحاولون في كل مرة استجداء هجوم إسرائيلي على بلدهم حتى يضللوا الشعوب العربية والإسلامية بحربهم لتحرير فلسطين، نعم إسرائيل دولة مغتصبة لأرض عربية، وشعبها يعيش مأساة منذ 60 عاماً، ولكن هذه القوى تعمل لأجندات دول أخرى، مثل إيران والنظام السوري في شعار المقاومة، فإيران هي عرابة اللعبة في سورية، وسوف تعمل بكل أدواتها حتى لا يسقط حليفها في دمشق، ولن تتردد بتفجير المنطقة في سبيل ذلك، فعلى رغم تهليلهم بالربيع العربي إلا أنه عندما وصل إلى أبواب الطاغية في دمشق خرجوا علينا بالجماعات الإرهابية و«القاعدة»، وأن ثورة الشعب السوري تعيد للأذهان ما جرى في أفغانستان، وساعدهم ذلك التردد الغربي في التدخل المباشر في سورية. النظام السوري هو الحاضنة الأم لمثل هذه التنظيمات المتشددة التي كان يرسلها إلى العراق للقيام بعمليات تفجير مشابهة لما حدث في «الأشرفية» يوم الجمعة الماضي، أما إيران فهي تعمل لمصلحتها وعلى كل الجبهات ومنها ملف سلاحها النووي، الذي قد ينخدع البعض أنه موجه لإسرائيل، ولكن الحقيقة أن إيران تعمل على فرض إرادتها بهذا السلاح في حال امتلاكه على الدول العربية، خصوصاً دول الخليج، إضافة إلى التدخلات المباشرة في شؤون دولنا، فهذا الأسبوع سمعنا تطورات في قضية محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، التي خططت لها طهران، واعتقد البعض أنها غير صحيحة وفرقعة إعلامية. المفارقة الغريبة أنه في كل مرة يصل مبعوث دولي أو عربي في مهمة سياسية إلى دمشق تحدث تفجيرات في المدن السورية للتشويش وإرهاب المجتمع الدولي من أن «القاعدة» تنشط في الأزمة السورية، وهذه المرة ومع وصول «الأخضر الابراهيمي» إلى دمشق وتسريبات عن هدنة من قوات النظام في عيد الأضحى، نجد يد الغدر والقتل السورية تصل بأذرعها إلى قلب بيروت على أمل زعزعة الاستقرار والأمن في لبنان حتى تستمر في فضيحة قتل شعبها مع هذا الصمت الدولي المريب. [email protected] @akalalakl