تجمع الآلاف في وسط بيروت اليوم الأحد لحضور جنازة ضابط المخابرات الذي اغتيل وسام الحسن في مناسبة من المرجح أن تتحول إلى حشد ضد السلطات السورية. ولقي الحسن الذي كشف مؤامرة سورية مزعومة لتفجير داخل لبنان قبل شهرين- حتفه في انفجار سيارة ملغومة أسفر عن مقتل ثلاثة آخرين وإصابة 80 في حي الأشرفية ببيروت يوم الجمعة. ويتهم ساسة لبنانيون القيادة السورية بضلوعها في اغتيال الحسن مما عمق مخاوف من امتداد الصراع السوري خارج حدود سورية. وانتشر جنود في أنحاء بيروت استعدادا للجنازة مع حراسة تقاطعات الطرق ومنع السيارات من دخول منطقة وسط المدينة. وسد محتجون الطرق بإطارات محترقة وانطلق مسلحون إلى شوارع بيروتوطرابلس أمس السبت. وفي المساء نظمت مجموعات صغيرة من المحتجين الذين يرفعون أعلام لبنان مسيرات إلى مقر الحكومة. وعبر المشاركون في الجنازة في ساحة الشهداء عن هذا الرأي. وقالت اسماء دياب (14 عاما) من مدينة طرابلس في الشمال مسقط رأس الحسن "نتهم بشار الأسد.. الرئيس السوري." وكانت في الساحة ومعها شقيقتها وأبيها. وأضافت "إنه مسؤول عن كل شيء.. في الماضي والآن.. وإذا لم نتصد له.. فسيحدث هذا في المستقبل." وكان رئيس الوزراء أيضا هدفا لغضب الحشود. وقالت اسماء وغيرها من المحتجين إنهم يريدونه أن يستقيل قائلين إنه قريب الصلة بشكل زائد بحزب الله وهو جزء من الحكومة وكذلك بالاسد. وقال حمزة الأخرس (22 عاما) وهو طالب من جنوب لبنان جاء لحضور الجنازة "نحن هنا لنقول لميقاتي أننا لم نعد في حاجة له ولنقول لحزب الله أننا لم نعد راغبين في ألاعيبه." لكن بخلاف ذلك كانت المدينة هادئة الليلة الماضية مع بقاء السكان داخل منازلهم خشية وقوع المزيد من أعمال العنف وجابت سيارات جيب عليها جنود الشوارع. حتى المناطق التي تنشط ليلا مثل حي الحمراء كانت هادئة مع إغلاق الكثير من المطاعم. واتهم رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء التفجير وطالبت المعارضة السياسية في لبنان باستقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي والتي تضم حكومته أعضاء في حزب الله. وعمق مقتل الحسن وهو سني من مدينة طرابلس في شمال البلاد وكان قريبا من عائلة الحريري من غضب السنة. ودعا سعد الحريري إلى مشاركة كبيرة في الجنازة. وطالب سمير جعجع وهو زعيم سياسي مسيحي منتقد للأسد بأن يوقف لبنان كل الاتفاقات الأمنية والعسكرية مع دمشق ويطرد السفير السوري. وقال ميقاتي امس إنه يريد أن يستقيل ليفسح الطريق لحكومة توافقية لكنه قبل طلبا من الرئيس ميشال سليمان بالبقاء في منصبه لإتاحة الفرصة لإجراء محادثات حول الخروج من هذه الأزمة.