منذ زمن توجّه الفنان سمير صبري إلى مكتب النائب العام في القاهرة لمعرفة مصير البلاغات التي تقدم بها ضد شركة «صوت القاهرة» التي سبق التعاقد معها على تنفيذ مسلسل «شحات الغرام»، الذي يتناول حياة الموسيقار الراحل محمد فوزي. سمير صبري أكد أنه على رغم مضي عام تقريباً على تقدّمه بهذه البلاغات ورفع دعاوى قضائية ضد الشركة بعدما صور ثلاث ساعات من أحداث المسلسل لم يتم التوصل إلى حل نهائي واستئناف تصوير العمل الذي يمثل بالنسبة اليه «حلماً كبيراً» يسعى منذ نحو 20 سنة إلى تحقيقه. وعن أسباب حماسته لتقديم عمل فني عن الراحل محمد فوزي، قال صبري: «لقناعتي منذ سنوات بأن هذا الرجل كان ولا يزال يمثل قيمه فنية عظيمة. فهو لم يكن مجرد مطرب أو ملحن تميّز بتقديم نوعية مختلفة من الأغنيات نجح عبرها في ايجاد مكانة خاصة به بين كل العمالقة الذين عاصروه فحسب، بل انه كان أكبر من كل هذا. فأنا حين اطلعت على سيرته الحياتية والفنية بالكامل منذ مولده حتى رحيله، توقفت عند الكثير من المحطات والمواقف المهمة والعظيمة في حياته، وهي كلها أمور لا يمكن التعرض لها في شكل عابر». من الإذاعة الى التلفزيون نذكر ان سمير صبري قدم العمل نفسه قبل بضعة أعوام عبر أثير الإذاعة، فلماذا إصراره على تقديمه في مسلسل تلفزيوني؟ يقول: «قدمت قصة حياة محمد فوزي بالفعل عبر أثير إذاعة الشباب والرياضة، وجسدت شخصيته صوتياً. وبعد النجاح الكبير الذي تحقق للمسلسل الإذاعي وردود الأفعال التي تلقيتها، قررت تحويلها الى مسلسل تلفزيوني كبير، واتفقت مع السيناريست مصطفى جمعة على تحويل العمل بالفعل الى مسلسل تلفزيوني، وقام الرجل بأداء دوره». وعما إذا كان ما قدمه في الإذاعة سيتشابه مع ما ينوي تقديمه في التلفزيون، يقول: «بالطبع لا، فهناك اختلاف كبير بين طبيعة هذا وذاك، ومن هنا، فور اتفاقي مع مصطفى جمعة قمت بعمل تسجيلات صوتية لكل الشخصيات المحيطة به بداية من زوجته الأولى السيدة هدايت، ومروراً بزوجاته الأخريات مديحة يسري وآخر زوجاته كريمة الملقبة بفاتنة المعادي، وشقيقته هدى سلطان قبل رحيلهن بالطبع، وآخرين غيرهم ممن عاصروه وارتبطوا به بشدة وقدمتها جميعاً للمؤلف». لكن هل واجه العمل مشاكل من جانب الورثة مثل بعض الأعمال التي تناولت السير الذاتية لفنانين؟ يقول: هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق، العمل لم يواجه أي مشكلة من أي نوع حيث التقيت الاستاذ نبيل نجل الموسيقار الراحل وقام بمراجعة السيناريو بالكامل، وأبدى اعجابه الشديد به وقمت بالتسجيل معه وحصلت منه على معلومات وعلى الموافقة، علماً أن السيناريو ليس مجرد سيرة ذاتية لوالده بل شهادة سياسية واجتماعية وفنية على العصر الذي عاش فيه». وعن الخطوات الفعلية التي تم اتخاذها، يقول صبري: «بعد عمل كبير استمر سنوات عدة، اتفقت مع شركة صوت القاهرة على تنفيذ العمل بنظام المنتج المشارك، هم بنسبة 70 في المئة وأنا بنسبة 30 في المئة وحصلت منهم على دفعة أولى عند التعاقد، فبدأت في التحرك مع المنتج الفني محسن علم الدين واخترنا عنوان «عوام على بر الهوى»، ثم قررنا تغييره ليصبح «شحات الغرام». وتعاقدت بالفعل مع المخرج خالد الحجر ثم اعتذر لارتباطه وقتها بأعمال أخرى، فتعاقدت مع عمرو عابدين لما لديه من خبرة في الأعمال الاستعراضية. ووقع اختياري على مجموعة من الفنانين مثل دوللي شاهين وفريال يوسف ومادلين طبر وإيمان وسمير غانم ودينا، فضلاً عن مديحة يسري التي اتفقت معها على أن تؤدي دور الراوي». من ينشد اغنيات «الشحات»؟ وعن الفنان الذي تم اختياره ليجسد شخصية الفنان الراحل، يجيب: «في البداية اخترت مصطفى قمر فوافق، لكنه طلب أن يغني أغاني فوزي في الحلقات فرفضت استجابة لطلب أسرة محمد فوزي التي اشترطت أن تظهر الحلقات بصوت فوزي نفسه، فاعتذرت له واخترت وائل جسار فطلب الطلب نفس، واتجهت بعدهما إلى حسن الرداد ثم يوسف الشريف، وأخيراً استقر الأمر عند الوجه الجديد كريم الحسيني ليمثل المرحلة الأولى من حياة فوزي فيما يجسد شريف سلامة المرحلة الثانية من مشوار حياته حتى وفاته ورحيله عن عمر يناهز 48 سنة». وعن دوره هو في المسلسل، فاجأنا سمير صبري بقوله: «اخترت لنفسي دور المنتج حلمي رفلة الذي كان أحد أقرب أصدقاء محمد فوزي، فالقضية بالنسبة إلي ليست الدور الذي ألعبه بل خروج العمل الى النور، فهذا هو الحلم الكبير بالنسبة إلي». وعن اتهام الشركة له بتصوير مديحة يسري داخل ستوديو خاص من دون علم الشركة، يقول: «هذا الكلام غير صحيح، فأنا قمت بالتصوير معها بعلم الشركة، وللعلم كل ما حصلت عليه منهم هو 700 ألف جنيه فقط لا غير، وأقمنا احتفال افتتاح كبيراً بحضور عمرو عابدين وكل فريق العمل وصوّرنا ثلاث ساعات وساعدتنا صوت القاهرة بعدما علمت بدوران عجلة التصوير، وأرسلت خطابات إلى وزارة الداخلية للسماح لنا بالتصوير في الشوارع والمحافظات المختلفة. ومشاهد مديحة يسري تحديداً تم تصويرها بحضور إبراهيم خطاب (مدير الانتاج في الشركة)، أي ان كل الأمور كانت تسير في شكل طبيعي حتى وقعت أحداث الثورة فتوقف تصوير العمل كما حدث للكثير من الأعمال الأخرى، وحينما استقرت الأمور نسبياً وبدأ التصوير، بدأوا في وضع العراقيل ومطالبتي بالانسحاب من العمل وردّ ما دفعوه مما أصابني بحالة نفسية في سيئة جداً».