قالت مصادر رسمية وحزبية في تونس إن شخصاً قُتل وتسعة آخرين أصيبوا أمس في اشتباكات بين محتجين مؤيدين لحركة النهضة التي تقود الحكومة وعلمانيين مناهضين لها في مدينة تطاوين في جنوب البلاد، في ما قد يغذّي المخاوف من العنف السياسي. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن «اشتباكات بين مشاركين في مسيرة نظمتها رابطة حماية الثورة (وهي مقربة من حركة النهضة) وأشخاص آخرين تسببت في مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين بجروح». وقال خميس كسيلة القيادي في حركة «نداء تونس» العلمانية التي يقودها رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي ل «رويترز» إن «منسّق الحركة في تطاوين لطفي نقض مات بعد اعتداء عناصر من رابطة حماية الثورة وهي ميليشات تابعة للنهضة». وقال عضو في الحركة ل «فرانس برس» إن لطفي نقض قتل جراء تعرضه للضرب عندما هاجم المتظاهرون مقر الاتحاد الجهوي للفلاحة الذي يرأسه. وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية خالد طروش وقوع أعمال العنف في تطاوين، لكنه أوضح ان نقض توفي «جراء أزمة قلبية». وهذه أول اشتباكات عنيفة تجري بين مؤيدي أحزاب سياسية في البلاد منذ الثورة التي اطاحت الرئيس السابق زين العابدين بن علي في كانون الثاني (يناير) 2011. في موازاة ذلك، قال وزير الاقتصاد رضا السعيدي إن الحكومة ستطلق في نهاية الشهر قناة تلفزيونية على الإنترنت مخصصة للتعريف بإنجازاتها، رداً على ما تقول إنه تعتيم الإعلام المحلي على أنشطتها ولفك عزلتها الإعلامية. جاء ذلك بعد يوم من إضراب كل وسائل الإعلام المحلية، بما فيها التلفزيون الحكومي ووكالة الأنباء الرسمية للدفاع عن حرية التعبير، التي قالوا إنها أصبحت مهددة في ظل حكم الإسلاميين للبلاد. وقال السعيدي: «القناة لن تكون عمومية بل ستكون تابعة للحكومة التونسية وستحمل شعار... الخبر مقدس والتعليق حر». وأول من أمس قرر الائتلاف الثلاثي الحاكم (النهضة والمؤتمر والتكتل) تطبيق قانونين ينظمان قطاع الإعلام ويضمنان حرية الصحافة واستقلالها. وقالت الحكومة في بيان مساء الاربعاء «إن الرغبة السياسية للائتلاف (..) في تكريس مبادئ الحرية والاستقلالية لقطاع الإعلام، تتجسم مرة أخرى بوضوح في قراره الصادر يوم السبت 13 تشرين الأول (اكتوبر) 2012 بتفعيل (تطبيق) المرسومين (القانونين) 115 و116 المنظمين لقطاع الإعلام». ورجح مراقبون أن تكون الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة، اتخذت القرار الأربعاء وليس السبت الماضي «تحت ضغط» الاضراب العام للصحافيين، لأنها لم تعلن عنه لا السبت الماضي ولا في الأيام التي تلته. وكان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة قال في تسجيل نشر على الإنترنت هذا الشهر خلال لقاء نادر مع قيادات سلفية، إن العلمانيين في تونس ما زالوا يسيطرون على وسائل الإعلام والجيش رغم وصول الإسلاميين للسلطة. وهو قال في مقابلة أمس مع صحيفة «لوموند» إن تشويه صورة السلفيين في البلاد خطأ لن يؤدي سوى إلى وصولهم للحكم في نهاية المطاف. وأضاف: «على المرء أن يميّز بين الأصوليين الذين يتحولون إلى العنف والآخرين. إذا شوهنا صورة السلفيين فسيصبحون في السلطة خلال عشرة أو خمسة عشر عاماً».