«ثمانية في واحد» ليست معادلة رياضية تبحث عن حل لدى من يريد تعلم جدول الضرب في المراحل الأولى من الدراسة لكنه فيلم إبداعي لشاب طموح بحث عن القمة واختار أن يستقلها مستندا على ما تعلمه وما اختزنه من خبرة عملية منوعة. عنوان فيلم اختصر قصة كفاحه وطموحه وبحثه عن موقع بين المتميزين في عوالم الإعلام الجديد. اختار «الشباب» و «الابتعاث» كمفردتين في فيلمه يحاكيان سنه وواقعه فنجح في تقديمهما لأنه جاء من أواسط هذه البيئة. عندما تشاهد الفيلم تتساءل في نفسك لماذا سمي الفيلم بهذا الاسم وما هو هذا الشاب إنه مجرد مدخل لتتعرف أكثر على شخصية شاب إعلامي سيكون له بصمة في الإعلام الجديد في مستقبل الأيام. إنه محمد خاتم ( خريج قسم الإعلام في جامعة الملك سعود وسبق له أن عمل محررا صحافيا وكاتبا في جريدة الجزيرة ورسالة الجامعة ومن ثم صحافيا تلفزيونيا في قناة العربية وانتقل بعد ذلك لقناة الإخبارية كصحافي تلفزيوني وكاتب للأفلام الوثائقية ويعمل الآن كمذيع في القناة وسبق له أثناء هذه المسيرة أن عمل مدربا للمحررين والمعدين والمذيعين في دورات متخصصة لطلاب الإعلام ورأس تحرير العديد من المجلات آخرها مجلة جيل وتقنية التي ينظمها مهرجان الجنادرية وحاز العديد من جوائز التميز. كل هذه المسيرة تتلخص في شاب لم يتجاوز عمره 24 عاما : • بداية الإخبارية هل هي نهاية المطاف أم أن هناك محطات جديدة مستقبلية ؟ الإخبارية بيت إعلامي مكون من غرف كبيرة وصغيرة دخلت في معظمها وبعضها لا أرى نفسي فيه فأتجاوزها ولا أتوقف عند موقع بعينه لأن مجرد الوقوف يعني ضياع الوقت وفقدان العزيمة فعملت فيها مراسلا وصحافيا ومعدا وكاتبا ومذيعا وحققت شيئا يسيرا من طموحاتي داخلها وأستفدت كثيرا من مسيريها أما عن المحطات القادمة فأنا أرى أنه على مستوى التلفزيون في المملكة الخيارات الممتازة قليلة وأحدها الإخبارية فتواجدي في غيرها لن يخطو بي بعيدا وهذه المعادلة لا تناسبني حاليا ولكن قد يكون التغير في مواصلة الدراسة أكاديميا وتطبيقيا في إحدى الجامعات المتقدمة علميا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. • هل تشعر بالرضى عن خطواتك الإعلامية وما منتهى طموحك؟ أما عن الرضا فأساتذتي في المجال بالعموم ألمح من انتقاداتهم وآرائهم الرضا وهذا ما يهمني حاليا وإن كنت أرى أن هناك أهدافا كثيرة وإن كنت على أعتاب تحقيقها ولكن لم أحققها بعد وهذا أمر متعب ولكنه الإعلام، أما عن منتهى الطموح فإن كان لطموحي منتهى فيجب أن لا أطمح تعودت أن أرسمها خيالات وأسعى وراءها ولكن خيالات اليوم حتما ليست كخيالات الغد. أجواء محفزة • هل الأجواء الإعلامية مشجعة على احتراف الإعلام ؟ وكأنك كنت معي قبل فترة حيث كنت أتحدث مع الدكتور عاطف نصيف رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز حيث كان يشتكي من عزوف طلاب الإعلام عن شعبتي الصحافة والتلفزيون وتوافدهم على شعبة العلاقات العامة رغم كل المحاولات التي يبذلها القسم لترغيب الطلاب في هذا الجانب لكن الطالب المتخصص يرى أنها ليست مأمونة الجانب فيبتعد عنها وأنا لا أتفق مع هذا الرأي كلية لأن الإعلام مجال خصب وسوق مفتوحة وخيارات غير محدودة لكن يحتاج الطالب إلى جانب تثقيفي وتطميني من المؤسسات لأنها هي المستفيدة في المقام الأول من زيادة عدد الخريجين في التخصصات الفرعية في الإعلام لذلك يجب عليها أن تبادر بالتواصل مع الطلاب ومع أقسام الإعلام للخروج بخامات صالحة للإبداع واقتران الجانب الأكاديمي بالتطبيقي لتحترف الإعلام بدراية وتخصص. • كونك خضت تجربة العمل في الإخبارية ما الفارق بينها وبين العربية والجزيرة في عالم الإعلام ؟ الفرق أن الإخبارية مؤسسة حكومية لها طابع محدد وطريقة تناول معينة على عكس العربية والجزيرة التي تستقل بذاتها على الأقل فيما تبدو ورقعة مستهدفيها من المشاهدين واسعة وعلى مستوى الوطن العربي ثم إن على مستوى الإنتاج والتحرير والتفاصيل الأخرى التي تعتمد على كوادر وظيفية معينة فإن القنوات المستقلة تبحث عن الكادر المميز دون أي اعتبارات أخرى بينما الإخبارية ملزمة بتوظيف الشاب المواطن وتأهيله وهذا ما ليس تعيره القنوات المستقلة أي اهتمام، وأخيرا الإخبارية أي نعم بدأت كقناة سياسية لكنها بهذا الخط التنموي لن تكون في المنافسة كما يجب كباقي القنوات الربحية فاتجهت سياساتها في الخمس سنوات الأخيرة تقريبا إلى الجانب المحلي واستهدفت الشارع السعودي بحكم قربها من قضاياه ومشكلاته واحتياجاته ونجحت في ذلك وأصبحت لا تنافس في هذا التوجه الذكي الذي استطاعت أن تحقق به نسبة مشاهدة عالية وثقة من المتابع السعودي الذي كان في أمس الحاجه لهكذا وسيلة. الكوارد السعودية • الكوادر السعودية الإعلامية المؤهلة هل أخذت مكانتها في الإعلام المحلي والعربي ؟ إن كان على مستوى من هم أمام الكاميرا من مذيعين ومراسلين فأعتقد أنها تملك حصة جيدة ما بين باقي الجنسيات وإن كانت تحتاج إلى زيادة تحديدا في القنوات التي تستهدف المتلقي السعودي وتعود ملكياتها لمستثمرين سعوديين وإن كان على مستوى من هم خلف الكواليس فللأسف إننا لا نملك الحد الأدنى من الفنيين في هذه القنوات فتجد فريق عمل يزيد على عشرة أشخاص ليس بينهم سعودي إلا المذيع على الرغم من تواجد طاقات مميزة إلا أن الفني السعودي في الغالب يفتقد لمهارة التسويق لذاته من خلال أرشفة أعماله والبحث عن الفرصة الأفضل وهذا ما يفقده مع مرور الوقت الاستمتاع بما يقدمه من عمل ويتعامل مع المهنة كروتين ووقت دوام عليه أن يقضيه دون أي لمسات إبداعية يرى أنها لن تقدر. صحافة الطفل • تحدثت قبل فترة عن وجود فكرة ستطرحها وهي عبارة عن صحيفة يومية موجهة للطفل إلى ماذا تهدف من خلال هذه الفكرة؟ تعرف أن لدينا مشكلة دائما ما يتناولها المثقفون والمفكرون وهي أننا لسنا بمجتمع قارىء وابتعدنا عن الكتاب بشكل كبير وخاصة الأطفال حيث ينشغلون بالكثير من الأمور التي لا تعود عليهم بالنفع ولكن الكبار يجدون العوض في الصحف اليومية يعرفون خبرا ويقرؤون مقالا ويتبنون فكرة ويغوصون في تحقيق عن مشكلة ويشاركون بآرائهم وهو بكل ذلك لا يغني عن قراءة الكتب، فبما أن أولياء الأمور لا يقرؤون فمن باب أولى لا يوفرون لأطفالهم مكتبة أو ما شابه، ولكن الطفل بطبعه يحبذ التقليد ومحاكاة ما يفعله الكبار فأعددت لذلك فكرة تتلخص في صحيفة يومية موجهة للطفل مقسمة بحسب المستويات العمرية تحوي جميع العناصر الجاذبة والمشوقة يصل من خلالها إلى العديد من الجوانب التثقيفية والمهارية والقصصية ويمتلك بذلك الجرأة والحافز المطلوب وتفضله بذلك عن المنهج الإجباري في المدرسة إلى طريقة إيصال معلومة يتلقاها اختياريا وبمحض إرادته ويداوم على متابعتها فمن الأفكار أن تكون هناك صفحات خاصة بتعليم الحاسوب واللغة الإنجليزية بطريقة قصصية يتلقى بها الطفل 360 درسا غير مباشر تمكنه من السيطرة على المهارات في سن معينة إضافة لقصص بطولات وصفحة بالتوعية الصحية ولقاءات مع ناجحين وإحاطته بما يدور حوله في العالم بطريقة تناسب عمره وتحفزه على المشاركة في المجالس وهذا الأمر يساعد في تكوين شخصية الطفل والحقيقة أن هناك تفاصيل أخرى سأظهرها مستقبلا إن شاء الله. فيلم المبتعثين • خضت تجربة إنتاج فيلم عن المبتعثين السعوديين في الخارج بطريقة (ون مان كرو) أو 8*1 وهي أن تقوم أنت كشخص بدور فريق عمل متكامل كيف كانت التجربة ؟ الحقيقة هو برنامج بفكرة جديدة وطريقة تنفيذ لم تسبق على مستوى الشرق الأوسط بالنسبة للأفلام الوثائقية الطويلة طالما طمحت لأن أقوم بها بجمعي لأكبر عدد من المهارات من خلال دورات وتجارب حتى استطعت أن أتممها أخيرا وقمت بعمل 8*1 وهي اختصار فريق عمل متكامل لإنتاج فيلم وثائقي في شخص واحد يتمتع بمهارات في جميع الفنون التلفزيونية حيث يقوم الإعلامي بإنتاج العمل بتفاصيله بدءا من الفكرة والإعداد والتنسيق مرورا بالتصوير والنص والتقديم وصولا للمونتاج والإخراج وقد بدأت بها في هذا العمل بجهد وإنتاج فردي في بريطانيا في فيلم عن المبتعثين السعوديين هناك. • لماذا بالذات اخترت هذا الموضوع ولم تقم بعمل فيلم داخل المملكة ؟ لأن أحد أهداف الفيلم هو التوفير في التكاليف الإنتاجية للعمل وهو ما أحببت أن أثبته في هذا العمل فلك أن تتخيل عندما يخرج فريق عمل تلفزيوني مكون من عشرة أشخاص إلى بريطانيا لعمل فيلم هناك كم ستكون تكاليف رحلات الطيران والتنقل والمعيشة لهذا الطاقم فقط دون أجر الفريق والتفاصيل الأخرى، ولكن عندما تقوم أنت كشخص بدور الجميع أي نعم لن تكون بجودة فريق من المتخصصين لكنك ستخرج بذات النتيجة ثم إن الابتعاث كمشروع وطني يعنى باقتصاد المعرفة واستثمار العقول لم يأخذ حيزه المستحق من الإعلام ولإيماني بأنه من الممكن أن أتابعه وأسلط الضوء عليه لعدة أسباب منها تطمين أهالي المبتعثين على أبنائهم وتبيان حالتهم المعيشية والتعليمية في بلاد الغربة إضافة لتحفيز المبتعثين ومرافقيهم الذين يتجاوز عددهم في البلاد المختلفة 250 ألف مبتعث ومرافق وإبراز إنجازاتهم واحتياجاتهم ومتابعة أمورهم. • بعد إنتاج هذا الفيلم وهذا الإنجاز الفريد من نوعه ماذا يتمنى محمد خاتم ؟ أن لا يتوقف العمل عند هذا الفيلم بل ينبغي أن يكون مشروعا تلفزيونيا أواصل من خلاله ما بدأت في بريطانيا بتغطية جميع دول الابتعاث وخلال الأيام القادمة سألتقي بوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الداعم للقدرات والمواهب الشابة للوصول للطريقة المثلى في إنجاز هذا المشروع بإذن الله. • تبقى في اللقاء مساحة ماذا تود أن تقول فيها ؟ شكرا ل «عكاظ».. ودعني أشكر كل من دعمني وآمن بقدرتي وتبناني إعلاميا وحتى في إنتاج هذا العمل محمد التونسي رئيس تحرير «عكاظ» وأساتذة الإعلام الكبار الدكتور إبراهيم البعيز والدكتور فهد الخريجي والدكتور فهد الطياش والدكتور علي القرني والدكتور حزاب الريس.