«عاش مطلوباً ومات مغدوراً» أربع كلمات تلخّص حياة الشاب السعودي حمد حسين ناصر الحسين، الذي قتل أول من أمس، على يد رفاق السلاح في سورية، حين كان يحاول ترك الفصيل الذي كان يقاتل ضمنه، ليلتحق بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وبمقتله تتقلص قائمة المطلوبين ال85، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية قبل نحو ستة أعوام، إلى 66 مطلوباً. فيما شهدت ساحات القتال أيضاً، مقتل خليجيين آخرين، هما الكويتي فهد العتيبي، الذي فجّر نفسه في سيارة مفخخة بطن ونصف الطن من المتفجرات في مدينة سامراء العراقية. وكذلك البحريني يوسف جميل، الذي قتل في سورية. وحاول الحسين، البالغ من العمر 27 عاماً، الانشقاق عن التنظيم الذي كان يقاتل معه، والانضمام إلى «داعش»، بحسب ما أكد زملاؤه في التنظيم، الذين نعوه أمس، مشيرين أنه قُتل «غدراً». ويحمل الحسين رقم 24 في قائمة المطلوبين ال85، التي أعلنت عنها الداخلية السعودية في شباط (فبراير) 2009، وذلك «لارتباطه بعناصر تنظيم «القاعدة»، وسفره إلى أفغانستان من طريق إيران، وانضمامه إليهم في أفغانستان» بحسب ما ورد في بيان أعلنته الوزارة يومها. فيما أشارت معلومات حصلت عليها «الحياة» إلى أن الحسين انضم قبل خمسة أعوام إلى عناصر التنظيم في اليمن. وتنقّل خلال فترة سفره بين ثلاث دول هي: باكستانوإيرانوأفغانستان. وقاتل الحسين، وكنيته «أبو قدامة النجدي» وكذلك «أبو حسين العدناني»، كما يُدعى «سير خان» في أفغانستان. التي وصل إليها بعد سفره من المملكة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منتصف 1427ه، لما يقارب ثمانية أعوام، قبل انتقاله إلى سورية منذ نحو شهرين. وقضى هناك بعد عزمه الانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وبحسب مواقع إخبارية محسوبة على تنظيم «داعش»، فإن الحسين حضر إلى سورية مرافقاً لرفيقه السعودي أنس النشوان، الذي كان يحتل موقع «المفتي الشرعي» في التنظيم، ويعرف ب «أبي مالك التميمي»، والذي انشق أخيراً عن قيادة تنظيم «القاعدة» في أفغانستان، وبايع «داعش». وأشارت المواقع إلى أن ظروف مقتل الحسين «غامضة». ولكن يرجح أنه قتل في إطار «التصفيات» الدائرة بين الفصائل المقاتلة. وتضم قائمة ال85، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية في شباط (فبراير) 2009، أسماء شخصيات منتمية إلى تنظيم «القاعدة»، أو عُرف عنها القتال في صفوفه، ومنهم الحسين. واعتُبرتْ القائمة «الأضخم» في قوائم وزارة الداخلية، لناحية كثرة المطلوبين فيها، وتعدد أدوارهم وأماكن وجودهم خارج المملكة. كما كشفت تلك القائمة طبيعة المخططات الإرهابية التي كانت تلك الأسماء تعتزم القيام بها في المملكة، ومن أبرزها «تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات ورجال أمن وشن هجمات إرهابية، تستهدف منشآت نفطية، والتخطيط للقيام بعمليات قتل وخطف، بالتنسيق مع قيادات تنظيم «القاعدة» الإرهابي في أفغانستان». كما تعددت أدوار المطلوبين فيها أمنياً، بين «ممولين» و»مدربين» على عمليات استخدام الأسلحة وإطلاق الصواريخ وقذائف «الهاون» وال «أر بي جي»، وكذلك تدريبات الدفاع عن النفس، وتجنيد الشبان وتحريضهم على السفر لمناطق «الصراع». وبحسب موقع وزارة الداخلية فإنه سقط من القائمة 18 مطلوباً (باستثناء الحسين)، إذ قضى سبعة منهم في مواجهات وقعت داخل المملكة وفي عمليات انتحارية، وآخر في لبنان. فيما تم توقيف 11 مطلوباً منهم، أطلق سراح أربعة منهم لاحقاً.