قررت رئاسة اقليم كردستان إرسال وفد إلى بغداد في محاولة «أخيرة» لإنهاء الخلافات. جاء ذلك عقب اجتماع للقوى الكردية برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، فيما طالب زعماء المعارضة باستراتيجية مستقلة بالاعتماد على مبدأ التوافق في إدارة خلافات اقليم كردستان مع محيطه. وقال الناطق باسم رئاسة اقليم كردستان أوميد صباح ل»الحياة» إن القوى الكردية توصلت خلال الاجتماع الذي دعا إليه بارزاني وقاطعته حركة «التغيير» المعارضة، إلى «اتفاق على إرسال وفد إلى بغداد، قد يكون آخر محاولة لحل الأزمة القائمة»، وأشار إلى أن الأكراد «سيتخذون موقفاً موحداً (لم تكشف طبيعته)، في حال عدم التوصل إلى حلول». من جهة أخرى، دعا زعماء المعارضة الكردية في بيان عقب اجتماع عقدوه أمس إلى «العمل على إعادة مشروع دستور الإقليم إلى البرلمان، والقوانين ذات الابعاد الوطنية، وضرورة اعتماد التوافق في تمريرها، وجعل نظام الحكم برلمانياً»، كما طالبوا بضرورة «تهيئة الأجواء وتوفير أرضية مناسبة تحضيراً لإجراء انتخابات حرة وشفافة، ووضع استراتيجية مستقلة بهدف تطوير إدارة خلافات الإقليم مع محيطه الخارجي، والدفاع عن مصالحه، والابتعاد عن جعل الإقليم نقطة لتصفية الحسابات السياسية من قبل القوى الإقليمية». وقال مسؤول غرفة العلاقة الديبلوماسية في حركة «التغيير» المعارضة محمد توفيق رحيم ل»الحياة» إن الحركة «رفضت تلبية دعوة وجهّها رئيس الإقليم مسعود بارزاني لحضور اجتماع للقوى الكردستانية، لقناعتنا بعدم وجود جدوى من عقد هذه الاجتماعات». وأضاف ان الحركة «لن تعيّن ممثلين عنها في حال تشكيل وفد كردي تفاوضي مع بغداد، لكونها سبق وانسحبت من ائتلاف الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي». من جانبه، أعرب نائب السكرتير العام ل»الاتحاد الوطني الكردستاني» برهم صالح عن أمله بأن «لا يقتصر أعضاء الوفد الذي سيتوجه إلى بغداد، على الحزبين الرئيسيين، بل على ممثلين من أقطاب المعارضة أيضا، كي نتمكن وبصوت واحد من الدفاع عن حقوق شعبنا، ونؤكد على ضرورة حل الخلافات بالحوار»، واضاف: «نحن ملتزمون الدستور العراقي، ولكن من حق الشعب الكردي أن يقرر مصيره، والبقاء ضمن العراق والمشاركة في حكومته مرتبط بدستور ديموقراطي فيديرالي». وأوضح صالح خلال لقائه وفداً يضم اساتذة أكاديميين ومثقفين وسياسيين وإعلاميين من بغداد ومحافظات عراقية، أن هناك «أزمة عميقة في بغداد، كما توجد محاولات لزعزعة الوضع في الإقليم، لذلك فإن غرضنا من هذا اللقاء هو إجراء حوار لمعرفة الحقائق، وكي يعلموا أن المشكلة لم يختلقها الأكراد، وإنما هي في بغداد».